الجزائر أمام أزمة هوية.. سجال سياسي وشعبي بعد سجن مؤرخ اتهم الأمازيغية بـ”الصناعة الصهيونية”

تشهد الساحة السياسية والإعلامية في الجزائر حالة من الانقسام الحاد على خلفية سجن الأكاديمي المتخصص في التاريخ، الدكتور محمد الأمين بلغيث، بعد تصريحاته المثيرة للجدل التي وصف فيها اللغة الأمازيغية بأنها “صناعة صهيونية فرنسية”.

وأثارت هذه التصريحات، التي يرى كثيرون أنها تمس وحدة الهوية الوطنية، جدلاً واسعاً بين المدافعين عن حرية التعبير وبين من اعتبرها تجاوزاً يستوجب المحاسبة.

وفي تطور لافت، وجه عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني، وهي من الأحزاب الموالية للحكومة، رسالة إلى الرئيس عبد المجيد تبون ناشده فيها الإفراج عن بلغيث. واعتبر بن قرينة في رسالته أن “وطنية بلغيث ستشفع له”، معبّراً عن ثقته في تفهم الرئيس لأبعاد القضية، رغم أن بن قرينة كان أول من هاجم بلغيث و واتهمه سابقاً  بالتواطؤ مع الإمارات لضرب استقرار الجزائر مما يبرز تناقض وتخبط المسؤولين الجزائريين.

وتعكس هذه القضية مجدداً عمق الارتباك الذي تعيشه الجزائر في التعامل مع قضايا اللغة والهوية، بالرغم من أن الدستور الجزائري قد حسم مسألة التعددية اللغوية نظرياً، باعترافه بالأمازيغية كلغة رسمية إلى جانب العربية. إلا أن الصراع على المعاني والدلالات المرتبطة بالهوية الوطنية لا يزال محتدماً، ويُستغل في بعض الأحيان كأداة للصراع السياسي.

ويرى مراقبون أن هذا الانقسام المتزايد داخل النخبة الجزائرية يدفع النظام إلى البحث عن “أعداء خارجيين” لصرف الانتباه عن أزماته الداخلية، في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في البلاد.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى