هبة بريس
في حوار مع وكالة الأناضول، شدّد السفير التركي بالجزائر، محمد مجاهد كوتشوك يلماز، على أن العلاقة بين أنقرة والجزائر ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى قرون من الحضور العثماني الذي ترك بصماته العميقة في المجتمع الجزائري.
الحزائريين أصولهم أتراك
السفير لم يخفِ حقيقة تاريخية كثيرًا ما يحاول النظام الجزائري طمسها، حين أشار إلى أن ما يقارب 20% من الجزائريين تعود أصولهم مباشرة إلى الأتراك أي أنهم “كراغلة”، سواء من الجنود والإداريين الذين جاؤوا من الأناضول أو من أبناء الإنكشارية “الكولوغلي”.
“هذا الامتزاج كان له أثر بارز في المجتمع، حتى أن قادة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، مثل أحمد باي، ينحدرون من أصول تركية”، يضيف السفير التركي.
وأبرز كوتشوك يلماز أن الألقاب التركية لا تزال حاضرة بقوة في الجزائر، مثل “ساري” و”كارا” و”بارودجي” و”تلجي”، وهو ما يعكس الهوية التركية المغروسة داخل النسيج الجزائري رغم محاولات السلطات الجزائرية تصوير البلاد وكأنها كيان قائم ومستقل بذاته بعيد عن جذوره.
جزائريون يعتزون بأصولهم التركية
ولم يتوقف الأمر عند الأنساب، بل إن الجزائريين أنفسهم –كما قال السفير– يعتزون بأصولهم التركية، ويستخدمون كلمات تعلموها من الدراما التركية، في إشارة إلى الانجذاب الشعبي نحو أنقرة مقابل عجز النظام الجزائري عن تقديم نموذج حضاري مقنع لشعبه.
كما شبّه السفير المطبخ الجزائري بنظيره التركي، في أطباق مثل البوريك والبقلاوة والدولما، مؤكداً أن التشابه الثقافي يتجاوز الطعام إلى اللباس والعمارة، حيث تعكس أزقة القصبة بالجزائر العاصمة ملامح أحياء إسطنبول التاريخية.
وفي ختام حديثه، أوضح كوتشوك يلماز أن هذا الإرث الممتد عبر 316 سنة لا يزال يشكل الأساس المتين لعلاقات أكثر ازدهاراً، بينما تكشف هذه الحقائق هشاشة السردية التاريخية الرسمية للنظام الجزائري، الذي يرفض الاعتراف بمدى ارتباط البلاد بتركيا العثمانية تاريخاً وثقافةً وهويةً.