
جهاد تيك توك”.. تحذير أمني من تصاعد تطرف القاصرين في إسبانيا
عمر الرزيني – مكتب برشلونة
حذّرت السلطات الأمنية في إسبانيا من ظاهرة جديدة باتت تُعرف إعلاميًا بـ”جهاد تيك توك”، بعد تسجيل ارتفاع مقلق في عدد القاصرين المتورطين في أنشطة ذات صلة بالتطرف العنيف عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تطبيق تيك توك.
ووفق معطيات رسمية، تم توقيف 32 قاصرًا خلال الأشهر الـ12 الأخيرة بتهم تتعلق بالترويج للفكر الجهادي أو التفاعل معه رقميًا، في قضايا شملت عدة مدن إسبانية مثل مدريد و برشلونة .
وتشير التحقيقات إلى أن أغلب الموقوفين لم يكن لهم سوابق جنائية، وأن منصات التواصل، خصوصًا تيك توك، شكلت قناة أساسية لاستقطابهم.
و يؤكد خبراء الأمن أن بعض الجهات المتطرفة تنشر محتوىً يحمل إشارات دينية متشددة، مشاهد عنف، أو أناشيد تعبويّة، يتم تمريرها بأساليب جذابة بصريًا، لتستقطب المراهقين بسهولة عبر خوارزميات تيك توك.
و في السياق نفسه، انتقدت السلطات ما وصفته بـ”الغياب الخطير للرقابة الأبوية”، داعية الأسر إلى الانخراط في مواكبة أبنائها رقميًا، وتفادي تركهم عرضة لخطاب متطرف متخفٍ خلف الترفيه.
و أعلنت وزارة الداخلية عن خطة شاملة لمكافحة التطرف الرقمي، تشمل مراقبة منصات التواصل، وتعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا، إلى جانب برامج توعوية في المؤسسات التعليمية. في المقابل، شددت منظمات حقوقية على ضرورة احترام الحقوق والحريات، وتفادي وصم الجاليات المهاجرة.
وتؤكد السلطات أن الخطر لم يعد مرتبطًا بحدود جغرافية، بل أصبح تحديًا يوميًا داخل البيوت والمدارس والهواتف الذكية. ومع استمرار التطور الرقمي، يبقى الاستثمار في التوعية والوقاية ضروريًا أكثر من أي وقت مضى.