جهة الشرق … ثورة تنموية شاملة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس

هبة بريس – أحمد المساعد

منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله عرش أسلافه المنعمين في 30 يوليوز 1999، عرفت جهة الشرق تحولا تنمويا غير مسبوق شمل مختلف المجالات الاقتصادية، الاجتماعية، والبيئية. فقد أولى جلالته أهمية خاصة لهذه الجهة التي عانت طويلا من التهميش، لتتحول اليوم إلى قطب تنموي صاعد يعكس الرؤية الملكية المستنيرة لمغرب متوازن ومتقدم.

*خطاب 18 مارس 2003: لحظة تأسيسية لتحول تنموي عميق*

لقد شكل الخطاب الملكي التاريخي ليوم 18 مارس 2003 بمدينة وجدة نقطة تحول حاسمة في مسار تنمية جهة الشرق، حيث أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس نصره الله بوضوح عن ضرورة إحداث استراتيجية تنموية جهوية تقوم على إشراك كل القوى الحية للمنطقة، وجعل المواطن ورفاهيته في صلب كل مشروع تنموي، وكذا الاستفادة من المؤهلات المحلية والتقنيات الحديثة.

هذا الخطاب التوجيهي أطلق دينامية تنموية ترابية مستدامة، تجسدت في مئات المشاريع التي مكنت الجهة من الدخول إلى عهد جديد من التنمية الشاملة والدامجة، وفق رؤية ترتكز على ربط الجهة بالأسواق الوطنية والدولية، استثمار الموارد الطبيعية والطاقات المتجددة، تشييد أقطاب صناعية ومحطات سياحية، وتأهيل البنيات التحتية، وتقوية خدمات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.

*ميناء الناظور غرب المتوسط: بوابة بحرية كبرى ورافعة جهوية*

ضمن المشاريع المهيكلة الكبرى التي أطلقها جلالة الملك، يبرز ميناء الناظور غرب المتوسط كمشروع استراتيجي ضخم يعكس طموح المغرب في تعزيز مكانته البحرية واللوجستية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
فهذا الميناء الجديد، الذي يرتقب افتتاحه الوشيك، سيجعل من جهة الشرق بوابة رئيسية على البحر الأبيض المتوسط عبر الربط المباشر مع الخطوط البحرية الدولية الكبرى. كما سيُمكن من تعزيز الجاذبية الاقتصادية للجهة، استقطاب استثمارات دولية كبرى مع خلق آلاف فرص الشغل، ودفع عجلة التجارة والصناعة واللوجستيك.

إضافة إلى ذلك، فإن محطة تحلية مياه البحر ذات السعة الكبيرة التي ستدخل حيز الخدمة قريبا، ستوفر حلا مستداما لمعضلة ندرة الماء، سواء من حيث تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب أو تأمين مياه الري للقطاع الفلاحي.

*دينامية اقتصادية واستثمارية قوية*

شهدت الجهة تدفقا متزايدا في الاستثمارات، وإنشاء حضائر صناعية حديثة مثل تكنوبول وجدة واغروبول بركان وسلوان، ما جعلها فضاءً تنافسيا ومفتوحًا على الابتكار، خاصة في قطاعات واعدة مثل المعلوميات، صناعة الكابلاج، الطاقات المتجددة، الفلاحة الحديثة، والخدمات اللوجستيكية.

وقد بدأت المؤشرات الأولى لتعزيز قابلية التشغيل تبرز بوضوح، ما يؤكد أن الجهة باتت على عتبة مرحلة جديدة من النمو الاقتصادي الهيكلي.

*البنيات الاجتماعية والخدمات الأساسية: ركيزة العدالة المجالية*

١لم تقتصر التنمية على الجانب الاقتصادي، بل شملت أيضا تأهيل النسيج الاجتماعي عبر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعزيز خدمات الصحة والتعليم، فك العزلة عن المناطق القروية، دعم الفئات الأكثر هشاشة، وقد ساهمت هذه الجهود في تحسين مؤشرات التنمية البشرية وتوسيع فرص الإدماج الاجتماعي.

إن التحول الذي عرفته جهة الشرق منذ الخطاب التوجيهي في 2003 إلى اليوم، يؤكد أن التنمية ليست صدفة، بل هي ثمرة رؤية ملكية بعيدة المدى. فرؤية جلالة الملك جعلت من جهة الشرق اليوم فضاءً متجددا، أكثر جاذبية، توازنا وتنافسية، يؤهلها لتكون في قلب الدينامية الوطنية الكبرى لمغرب الغد.

قراءة الخبر من المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى