فصل الصيف يفاقم مخاطر “الشواحن المقلدة” بسبب الحرارة المرتفعة

شدد نشطاء مغاربة على ضرورة الابتعاد عن استعمال شواحن الهاتف المقلدة بكثرة في الصيف، لأن حرارتها ترتفع بشكل ملحوظ؛ وهو ما يزيد من احتمالية اندلاع حرائق أو تعرض المستخدمين لحوادث مميتة”.

وأكد النشطاء، ضمن تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الشواحن، التي لا تحترم معايير الجودة والسلامة، يتم تداولها رغم التراجع النسبي في انتشارها بفضل الإجراءات الجمركية المشددة”.

وفي السياق نفسه، نبه هؤلاء النشطاء المغاربة إلى “خطورة ترك الشاحن متصلا بالكهرباء بعد انتهاء عملية الشحن، خصوصا خلال فصل الصيف حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير؛ ما يزيد من احتمال حدوث تماس كهربائي أو ذوبان مكونات الشاحن”، مع التنبيه إلى مخاطر أخرى متعلقة بـ”استخدام شواحن غير متوافقة مع نوع الهاتف، ما يتسبب في ضغط زائد على البطارية ويرفع من احتمالات الانفجار”.

حذر ضروري

أكد عبد الكبير جعفري، فاعل حقوقي ومدني، على “ضرورة توعية المواطنين بخطورة ترك شواحن الهواتف متصلة بمقبس الكهرباء، خاصة خلال فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة”، موضحا أن “الكثير من الأشخاص لا يدركون أن بعض أنواع الشواحن، خصوصا غير الأصلية منها، لا تتحمّل الحرارة المرتفعة أو التيار الكهربائي الزائد، مما قد يؤدي إلى تلفها أو انصهار مكوناتها الداخلية”.

وأورد جعفري، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الأمر يشكل خطرا مباشرا داخل المنازل أو مقرات العمل”، معتبرا أن “هذه السلوكات البسيطة ظاهريا قد تتسبب في حوادث مدمرة؛ مثل نشوب حرائق داخل البيوت أو المستودعات أو حتى في المحلات التجارية، لا سيما تلك التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، كمخازن الملابس أو محلات الإلكترونيات”.

وشدد الفاعل الحقوقي والمدني على أن “الإهمال في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية قد يعرّض الأرواح للخطر، فضلا عن الخسائر المادية التي قد تكون باهظة”، مناديا بالمزيد من “حملات التحسيس والتوعية التي تهدف إلى تعزيز سلوك المواطنة والسلامة داخل الفضاءات الخاصة والعامة”، وكذا “الالتزام بعدم ترك الشاحن موصولا بالكهرباء بعد اكتمال الشحن، والاعتماد على شواحن ذات جودة عالية ومعتمدة من الشركات الأصلية”.

وإثر تسجيل حوادث انفجار شواحن الهواتف النقالة بمدن متفرقة في السنين الأخيرة الماضية، بالنظر إلى الطقس الحار الذي يجعل البطاريات تتعرض لضغط شديد، أكد المتحدث عينه أن الأمر يستدعي “تعاملا مسؤولا ويقظا من طرف جميع المواطنين، لحماية أنفسهم وأسرهم ومحيطهم من كوارث يمكن تفاديها بسهولة”، مشددا على “تفادي كل السلوكيات التي قد تعرض السلامة للخطر في سياق يعرف حوادث مماثلة”.

“مخاطر متزايدة”

بدوره، قال يوسف تيدريني، عضو المكتب التنفيذي للشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، إن “موسم الصيف يعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة؛ مما يستدعي اتخاذ جملة من التدابير الوقائية، خاصة فيما يتعلق بالاستخدام اليومي للتجهيزات الإلكترونية، وعلى رأسها شواحن الهواتف النقالة، التي قد تشكل خطرا حقيقيا إذا ما تُركت متصلة بالكهرباء لفترات طويلة أو وُضعت في أماكن معرضة مباشرة لأشعة الشمس”.

وأضاف تيدريني، أثناء تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذه الممارسات التي قد تبدو عادية في ظاهرها يمكن أن تؤدي إلى نشوب حرائق أو إتلاف الأجهزة؛ بل وقد تهدد سلامة الأفراد داخل المنازل أو الفضاءات العامة”، داعيا إلى “نشر مزيد من الوعي لدى المواطنين، خصوصا فئة الشباب، حول ثقافة السلامة الكهربائية التي يجب أن تكون جزءا من السلوك اليومي”.

وأشار عضو المكتب التنفيذي للشبكة سالفة الذكر إلى أن “من بين الأخطار التي تُفاقم الوضع هو لجوء البعض إلى اقتناء شواحن أو معدات إلكترونية ذات جودة متدنية وبأثمنة زهيدة”، مؤكدا أن “هذه المنتجات غالبا ما تفتقر إلى أدنى معايير السلامة، ولا تخضع للمراقبة التقنية اللازمة؛ مما يجعلها مصدرا مباشرا للخطر، خاصة في فترات الذروة الحرارية، ويجب التخلص منها مع ضرورة اختيار مقبس كهربائي بعيد عن مناطق الحرارة الزائدة”.

وشدد المتحدث عينه على “أهمية تعزيز الحملات التوعوية المؤسساتية خلال فصل الصيف، وتدخل الجهات المختصة بالشراكة مع جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات المعنية، من أجل توجيه المواطنين نحو ممارسات سليمة في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية، وتجنب السلوكيات التي قد تعرض حياتهم للخطر، خاصة في ظل تزايد مؤشرات التغير المناخي واشتداد موجات الحر”.

Source link

زر الذهاب إلى الأعلى