هبة بريس
في خطوة لا تخلو من العبثية، قررت سلطات النظام الجزائري تقليص تدريس الفرنسية بالسنة الأولى آداب في الطور الثانوي إلى أربع ساعات أسبوعياً بدل خمس. قرار هزيل يُراد تقديمه كمعركة كبرى ضد “فرنسا الأم”، وكأن ستين دقيقة أقل في الجداول الدراسية قادرة على زلزلة قصر الإليزيه وإجباره على الانحناء أمام رغبات قصر المرادية.
وزارة التربية أعلنت أن هذا التعديل سيدخل حيز التنفيذ ابتداءً من الموسم الدراسي 2025-2026، وبرّرت الخطوة بكونها تهدف إلى “تحقيق التوازن البيداغوجي الأمثل في تعليم اللغات الأجنبية”. غير أن “اللغات الأجنبية” المقصودة هنا ليست سوى الإنجليزية، التي تريد الجزائر توظيفها كورقة سياسية موجهة لفرنسا على طريقة: إياك أعني واسمعي يا جارة. أما الرسالة الحقيقية فهي: اسمع يا ترامب فنحن رهن إشارتك، رغم أن “الموز” في الداخل لا يزال بعيد المنال عن الجزائريين.
وزير التربية الجزائري، أكد على “ضرورة توزيع المنشور على جميع الثانويات والمؤسسات التعليمية الخاصة، والحرص على تطبيقه بدقة عند إعداد التنظيمات التربوية”.
وهكذا يُترجم “الإصلاح البيداغوجي” في الجزائر: الانشغال بتقليص ساعة من الفرنسية، بينما تتكدس أطنان من الأزمات الحقيقية في أعلى السلم التعليمي والمعرفي، حيث الفوضى الفكرية والبيداغوجية هي القاعدة لا الاستثناء.