بادير: استدامة المصايد في صلب الأولويات والمغرب ماضٍ في إرساء أسس الاقتصاد الأزرق

حجم الخط:

هبة بريس – الرياط

فند الدكتور محمد بادير، الخبير الدولي في علوم المحيطات والصيد البحري وتربية الأحياء المائية ، بشكل قاطع ما وصفه بـ”المزاعم المضللة” التي روجها لها أحد المواقع الصحفية حول انهيار محتمل لقطاع الصيد في المغرب، بناء على معطيات غير دقيقة واستنتاجات فضفاضة مبنية على مصالح سياسية وإنتخابوية ضيقة بعيدا عن واجب الموضوعية والحياد الواجب اعتمادها في أي حكم او دراسة علمية، حيث قدم الخبير تشخيصا متكاملا يؤكد أن القطاع ليس فقط صامدا، بل يتمتع بإدارة علمية صارمة، ويشكل ركيزة استراتيجية للاقتصاد الوطني مع آفاق مستقبلية واعدة.

وأشار إلى أن اللوائح المطبقة بصرامة تضمن استدامة المصايد وحماية النظم البيئية البحرية، وتشمل نظام الراحة البيولوجية لمصايد الأخطبوط، وتوسيعه ليشمل الأسماك السطحية الصغيرة ، بالإضافة إلى تقسيم مناطق الصيد وتحديد مناطق واضحة للصيد التقليدي والساحلي وفي أعالي البحار لمنع التداخل والاستغلال المفرط، إلى جانب نظام حصص الصيد لكل نوع لضمان استدامة المخزونات، ونظام مراقبة صارم عبر الأقمار الصناعية، مع التنسيق المتواصل بين البحرية الملكية والدرك الملكي ووزارة الصيد لمكافحة الصيد غير القانوني، وإجراءات حماية البيئة من خلال حظر أدوات الصيد المدمرة، وتحديد حجم فتحات الشباك، وإنشاء مناطق بحرية محمية لحماية الأنواع المهددة ومناطق التفريخ.

وأكد الدكتور بادير أن بعض المخالفات تقع من قبل “أقلية من أصحاب السفن”، وهي مخالفات تبقى واردة لكن وبفضل منظومة المراقبة، والمساطر الجاري بها العمل، يتم التفاعل معها بالشكل الازم من قبل مصالح المراقبة مضيفا أنه بالرغم من التغيرات المناخية التي تؤثر على المخزونات السمكية عالميا، لكنها لا تقلل من نجاح استراتيجية “أليوتيس” التي انطلقت عام 2009 وشملت تحديث الأسطول، تطوير تربية الأحياء المائية، وتنفيذ نحو 30 مخطط تهيئة يشمل المصايد الرئيسية. كما رفض فكرة أن الاقتصاد الأزرق المغربي “يتجه نحو الانهيار”، واصفا هذه التوقعات بأنها غير منطقية وتعتمد على الإثارة السلبية.

وأضاف مؤكدا على أن المملكة المغربية ماضية في تنزيل أسس الإقتصاد الأزرق الذي لا يقتصر فقط على الصيد البحري ولكن يشمل ميادين أخرى من قبل صناعة السفن، والنقل البحري التجاري والسياحي، والطاقة البحرية، إضافة إلى المعادن في قاع البحر. مبرزا أن المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها المغرب لتيسير وصول الدول غير الساحلية إلى المحيطات تعزز موقع المملكة كفاعل إقليمي بارز في مجال الإقتصاد الأزرق.