تخريب الممتلكات بسطات..و”مقولة علاش المدينة مازادتش لقدام”

حجم الخط:

محمد منفلوطي_هبة بريس

“وكيهدرو علاش المدينة مازادتش لقدام” هكذا علقت رئيسة المجلس الجماعي لمدينة سطات “نادية فضمي” على ظاهرة حرق حاويات النفايات والعبث بالممتلكات العامة بأحياء بعينها بالمدينة ، دون حسيب ولا رقيب من قبل هؤلاء المتطاولين على المرافق العمومية التي أنشئت في الأصل لخدمة العباد والبلاد.

إذ باتت ظاهرة تخريب المرافق العامة من المعضلات التي عجزت الجهات المسؤولة عن إيقافها رغم الجهود التي تبذل على أكثر من صعيد، الأمر التي يتطلب تكثيف حملات التوعية والتذكير بمضامين القوانين الصارمة التي تفرض ذلك، بالإضافة إلى ربط جسور التواصل بين كافة المتدخلين بين مختلف المؤسسات وعلى رأسها المؤسسات التعليمية والأمنية والأسرية والدينية لزرع بذور الوازع الديني والأخلاقي والوطني في النفوس.

الصور القادمة من حي القسم غرب المدينة لحاويات تم حرقها وأخرى تم اتلافها، وبوسط المدينة كراسي حديدية تمت سرقتها وسرقة محتوياتها، كلها مشاهد مقززة مؤلمة تعبر عن مدى درجة الوعي الأخلاقي والإنساني لدى أصحابها هؤلاء الذين لا تحلو لهم الحياة سوى بالتخريب والاقتلاع والتكسير دون أن يتركوا وراءهم أثرا طيبا يبقى خالدا يذكر بمرورهم الطيب.

فما ذنب كرسي حديدي حُرم من خدماته شيخ هرم وعجوز المسنة أرهقتها السنون وساقها المرض والهون لاتخاذ مكان بحديقة أو ساحة لتلتقط ولو جزء يسير من أنفاسها لتكمل مشوارها صوب “قبر حياتها” في انتظار الرحيل الأعظم.

صور أخرى ومشاهد لمرافق عامة يطالها التخريب، بدءا من كراسي الحدائق وعلامات التشوير بالطرقات وتغيير وجهتها الذي من شأن ذلك أن يتسبب في حوادث سير مميتة، ناهيك عن التطاول على المؤسسات التعليمية والعبث بمحتوياتها، حتى كراسي وأسرة المرضى لم تسلم من بطش هؤلاء، كلها مظاهر من شأنها أن تُعيق التقدم في مختلف المجالات.

ومن بين ثنايا هذا وذاك، يحق لنا جميعا أن نقف وقفة تأمل، ونُعلن ونُعلي كلمة الحق خفاقة مفادها كفانا استهتارا، كفانا هروبا إلى الإمام دون تحمل كل واحد منا ولو جزءا من المسؤوليات الملقاة على عاتقه، علينا الاعتراف بأن الأنانية والتطاول وتجاوز القانون قد وصل حدا لا يمكن السكوت عنه.. فالوطن لنا جميعا والنظام وحماية الممتلكات والمحافظة عليها هي أمن وراحة الجميع.