منتدى الأعمال المغربي الفرنسي بالداخلة يثير سعار النظام العسكري الجزائري

حجم الخط:

هبة بريس

أثار منتدى الأعمال المغربي الفرنسي، المنعقد بمدينة الداخلة، سعار النظام العسكري الجزائري الذي لم يستسغ أن يرى باريس تختار أقصى الجنوب المغربي ليكون منصة لشراكة اقتصادية واعدة مع الرباط.

وقد اعتبرت أبواق النظام العسكري هذا المنتدى “استفزازًا مباشرًا”، بعدما فشلت في إخفاء توجسها من الانفتاح الفرنسي المتزايد على الأقاليم الجنوبية للمملكة.

دعم باريس المتجدد للوحدة الترابية للمغرب

المنتدى الذي تنظمه جمعية أرباب العمل الفرنسية (MEDEF) بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، وبمشاركة أكثر من 300 رجل وسيدة أعمال يمثلون كبريات الشركات الفرنسية والمغربية، لم يكن حدثًا اقتصاديًا عاديًا، بل رسالة سياسية واضحة تؤكد دعم باريس المتجدد للوحدة الترابية للمغرب، وإدراكها لأهمية الداخلة كمركز اقتصادي صاعد في العمق الإفريقي والمتوسطي.

هذا الحضور الفرنسي القوي في الجنوب المغربي أصاب النظام الجزائري بحالة من الهستيريا الإعلامية، دفعت بعض أبواقه إلى إطلاق تهديدات مبطنة لفرنسا عبر صحيفة “الشروق” الجزائرية، حيث خرج النائب سعد لعناني بتصريحات عدوانية، محذرًا من أن “هذا التطور المستفز قد يعرّض مصالح الشركات الفرنسية في الجزائر للخطر”، في محاولة يائسة لابتزاز باريس سياسياً واقتصادياً.

وحاول النائب ذاته تغليف تصريحاته بعبارات مكررة حول “اليمين المتطرف” و”النظرة الاستعمارية” و “حقوق الشعوب”، متناسياً أن العالم اليوم تحكمه لغة المصالح والتعاون الثنائي، لا الشعارات البالية التي يلوّح بها النظام الجزائري كلما وجد نفسه معزولًا.

الرفع من الاستثمارات الفرنسية في الأقاليم الجنوبية

وفي المقابل، يواصل المغرب تعزيز حضوره الاقتصادي مع فرنسا، حيث يشهد المنتدى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الفاعلين الاقتصاديين من الجانبين، لزيادة الاستثمارات الفرنسية في الأقاليم الجنوبية وتشجيع المشاريع المشتركة الموجهة نحو الأسواق الإفريقية، في خطوة تؤكد الثقة الدولية المتنامية في المغرب.

ويرى مراقبون أن اختيار الداخلة لاحتضان المنتدى يحمل رمزية قوية وموقفًا واضحًا من فرنسا إزاء قضية الصحراء المغربية، في انسجام مع مواقفها السابقة الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي.

ويأتي هذا الحدث في إطار الدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات المغربية الفرنسية، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، في وقت يزداد فيه الدور المغربي كجسر استراتيجي يربط أوروبا بإفريقيا، بينما يواصل النظام الجزائري عزل نفسه بسياسة عدائية عقيمة فقدت كل تأثير.