هبة بريس ـ الدار البيضاء
في ظاهرة باتت مألوفة هاته الأيام أكثر من نشرات الطقس، يظهر الإعلام الجزائري قبل كل مباراة لمنتخب أشبال الأطلس بحماسة غير مسبوقة، وكأنه يستعد لمواجهة شخصية تجمع منتخب بلدهم ضد “خصم قديم”.
تبدأ القنوات والمواقع الجزائرية بتحليل كل تفصيلة صغيرة في استعدادات المغرب، من لون الحذاء إلى حركة المدرب على الخط، وينتهي الأمر دائما بجملة محفوظة: “المغرب هذه المرة لن يمر و نتمنى التوفيق للمنتخب الخصم الشقيق”.
لكن مع صافرة نهاية كل مباراة، وعندما يتحول التمني إلى خيبة، يختفي “نهيق” و “صياح” الإعلام الجزائري فجأة كما لو أن عطلا كهربائيا أصاب كل الاستوديوهات دفعة واحدة.
اللافت أن هذا “الحضور الانتقائي” للإعلام الجزائري لا يرتبط بالنتائج الإيجابية فقط، بل يبدو وكأنه تقليد موسمي لا يمارس إلا عندما يكون المنتخب المغربي في طريقه لتحقيق إنجاز جديد.
فبينما ينشغل العالم بالإشادة بالتكتيك المغربي وجرأة لاعبيه الشباب، يكتفي بعض المحللين في الجارة الشرقية بمهمة “التنبؤ بالخسارة”، ثم الانسحاب السريع حين تنقلب التوقعات رأسا على عقب، إنها نسخة رياضية من مسلسل “الظهور المفاجئ والاختفاء الاضطراري”.
والمضحك في المشهد أن الجماهير صارت تتوقع هذا الاختفاء أكثر من نتيجة المباراة نفسها، فبعد كل فوز مغربي، يبحث المتابعون عبثا عن التحليلات “النارية” التي كانت تملأ الفضاءات قبل اللقاء، فلا يجدون سوى صمت ثقيل يشبه صوت الكوميديا حين تنقلب إلى واقع.
يبدو أن الإعلام الجزائري بحاجة إلى مدرب جديد في “الروح الرياضية”، قبل أن يقرر خوض أي مباراة أخرى في ميدان المصداقية، و حتى لا ننسى تذكيرهم، لقد كان حريا بهم تغطية “وديات” منتخب الجزائر لأقل من 20 سنة عوض الاهتمام بما يحققه الرجال الأبطال من إنجازات في الأراضي الشيلية.