هبة بريس-يوسف أقضاض
شنت وسائل إعلام جزائرية حملة هجومية غير مسبوقة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب تصريحات مستشاره مسعد بولس، التي أكد فيها أن الولايات المتحدة متفائلة بإمكانية التوصل إلى حل نهائي لنزاع الصحراء في إطار مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
الانتقادات التي طالت ترامب اتخذت طابعاً شخصياً وعدائياً، إذ وصفته بعض الصحف الجزائرية بـ”النازي” و”الكاذب” و”غير المسؤول”، متهمة إياه بالانحياز الكامل للمغرب وتجاهل “مبدأ تقرير المصير”.
صحيفتا الشروق والإخبارية الجزائرية تصدرتا هذه الحملة، حيث نشرتا مقالات اتهمت ترامب بـ”خيانة العدالة الدولية” و”فرض حل غير عادل على الشعب الصحراوي”، بينما اعتبرت صحيفة الجزائر اليوم أن واشنطن “تتعامل مع الأمم المتحدة وكأنها وزارة خارجية أميركية”.
ويرى مراقبون أن هذه اللغة التصعيدية تعكس ارتباك الخطاب الإعلامي الجزائري أمام استمرار دعم واشنطن لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي وصفتها الإدارة الأميركية منذ سنة 2020 بأنها “جدية وواقعية وذات مصداقية”.
ويؤكد هؤلاء أن هذه الحملة ليست سوى محاولة للتغطية على عجز جبهة البوليساريو عن تحقيق أي اختراق سياسي أو دبلوماسي في الملف منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه.
ويندرج الدعم الدولي ضمن الاعتراف بالشرعية التاريخية والدستورية للمغرب، حيث تُعد الصحراء جزءاً لا يتجزأ من التراب الوطني منذ الاستقلال، وهو ما أكدت عليه قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية.
ويحظى المغرب بتأييد واسع من المجتمع الدولي، الذي اعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب كحل واقعي وسلمي للنزاع إطاراً جاداً وموثوقاً لإنهاء النزاع ضمن السيادة المغربية. ويعكس هذا الدعم الدولي اعترافاً بمشروعية موقف المغرب، ويعزز جهوده الدبلوماسية في إيجاد حل مستدام يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي المقابل، تكشف الحقائق أن الحملات الإعلامية الجزائرية ضد ترامب بتحريض وتمويل من الرئيس الجزائري تبون، والتي لا تستند إلى أي دليل موثوق، بل تهدف إلى تضليل الرأي العام ونشر الأكاذيب حول السيادة المغربية على الصحراء. كما أن ادعاءات الجزائر تعكس محاولات فاشلة لخلق أزمة مفتعلة لا أساس لها على الأرض.
