توتر في تندوف: “بن بطوش” يواجه غضباً داخلياً ومحاولات لتلميع الصورة

حجم الخط:

تتصاعد حدة التوتر في مخيمات تندوف، مع تزايد السخط على قيادة جبهة البوليساريو، في الوقت الذي يسعى فيه زعيم الجبهة، إبراهيم غالي، المعروف بـ”بن بطوش”، إلى الظهور بمظهر السياسي المنفتح على الحلول. يؤكد غالي على استعداد الجبهة للدخول في مفاوضات مع المغرب دون شروط مسبقة تحت رعاية الأمم المتحدة.

كما أن هذه المناورة الدبلوماسية تأتي في سياق داخلي مشحون، يكشف عن تناقض صارخ بين خطاب الجبهة وممارساتها داخل المخيمات. فقد صرحت الجبهة في بيان رسمي بأن غالي التقى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، على هامش قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي في لواندا، مؤكدةً على ضرورة تسريع حل الملف وفق ما تعتبره “تحصيناً لحق تقرير المصير”.

وفي المقابل، بقي موقف الأمم المتحدة ثابتاً، إذ شدد غوتيريش على ضرورة مواصلة المسار السياسي بقيادة المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، مع الأمل في إطلاق مفاوضات “جدية وبدون شروط مسبقة”، وهو ذات الموقف الأممي الذي لم يتغير منذ سنوات.

في هذا السياق، تبرز حالة من الاحتقان داخل المخيمات، حيث منعت ميليشيات تابعة لغالي اجتماعاً كان من المقرر أن يضم أعياناً وشباباً من المخيمات، بعد أن أبدوا تفاعلاً إيجابياً مع مبادرة الحكم الذاتي المغربية. هذه التطورات تعكس خوف قيادة الجبهة من أي حراك داخلي، وتضع “الانفتاح على المفاوضات” في خانة الاستهلاك السياسي.