فرضت التطورات الليبية والإقليمية حضورها بقوة على مباحثات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، خلال لقائهما في القاهرة، إذ طغت ملفات الانتخابات المؤجلة، ووجود المقاتلين الأجانب، وترسيم الحدود البحرية، إلى جانب الوضع المتدهور في السودان على جدول الأعمال. وجاءت الزيارة في لحظة مفصلية يراها محللون أنها تحمل ثقلاً استثنائياً نظراً لخصوصية المرحلة التي تمر بها ليبيا.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي أن السيسي شدد على دعم مصر الكامل لسيادة ليبيا ووحدة أراضيها، وعلى ضرورة التصدي لأي تدخلات خارجية، مع تسريع جهود إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة.
كما أعاد السيسي تأكيد مساندة القاهرة للمبادرات الرامية إلى إنجاز انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، مع الإبقاء على دعم الجيش والمؤسسات الوطنية الليبية باعتبارها ركائز للاستقرار.
وتناول اللقاء حضور كبار القادة العسكريين من الجانبين، وفي مقدمتهم اللواء حسن رشاد رئيس الاستخبارات العامة، والفريق أول صدام حفتر، والفريق أول خالد حفتر، حيث خُصص جزء مهم من المباحثات لملف ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.
وأوضح المتحدث الرسمي وجود توافق مصري – ليبي بشأن مسار الترسيم بما يضمن المصالح المشتركة ويحترم قواعد القانون الدولي، في ظل استمرار الخلافات البحرية بين ليبيا ومصر واليونان وتركيا.
وأشاد حفتر بالدور المصري في دعم الاستقرار الليبي، مؤكداً حرصه على استمرار التنسيق مع القاهرة بشأن التطورات الداخلية والإقليمية، لاسيما تداعيات النزاع السوداني وما يترتب عليه من موجات نزوح تؤثر على الأمن الليبي.
ويرى محللون أن مصر لا تزال شريكاً أساسياً في محاربة الإرهاب وإعادة إعمار المدن الليبية، إلى جانب اعتبار ليبيا امتداداً مباشراً للأمن القومي المصري.
واتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد تسوية سياسية تحفظ وحدة السودان واستقراره، مع التشديد على أن أمن الخرطوم يرتبط بشكل وثيق بأمن مصر وليبيا.
ويأتي ذلك متسقاً مع الموقف المصري الداعي إلى حل ليبي – ليبي دون تدخلات خارجية، والمضي في تنفيذ خريطة الطريق الأممية، بما يشمل تشكيل حكومة موحدة تقود البلاد نحو انتخابات شاملة في أقرب الآجال.
