ذعر داخل قصر المرادية بسبب البوليساريو.. السفير الجزائري بواشنطن يهرع لملاقاة نواب بالكونغرس

هبة بريس

يعيش النظام العسكري الجزائري حالة ارتباك غير مسبوق بعد مبادرة قوية داخل الكونغرس الأمريكي تهدف إلى تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية، خطوة قد تكون القاضية على مشروعها الانفصالي.

حالة استنفار دبلوماسي

النظام الجزائري، الذي استشعر خطورة الموقف، دخل في حالة استنفار دبلوماسي يائس، محاولًا استرضاء واشنطن والتأثير على المشرعين الأمريكيين قبل فوات الأوان.

يوم الأربعاء 23 يوليوز، هرع النظام الجزائري إلى إرسال سفيره في واشنطن للقاء أحد النائبين اللذين قدما مشروع القانون. هذا التحرك العاجل يكشف حجم الهلع الذي أصاب النظام، بعدما أدرك أن ورقته الانفصالية تتآكل بسرعة وأن هامش المناورة يتقلص.

ولم تشهد الدبلوماسية الجزائرية حالة ذعر كهذه من قبل. إعلان مشروع قانون لتصنيف البوليساريو ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية شكّل صفعة مدوية، وضربة مباشرة لدوائر الحكم في قصر المرادية التي باتت تخشى أن تفقد دميتها الانفصالية آخر خيوط الشرعية الدولية.

ولإطفاء الحريق، لجأت الجزائر إلى سفيرها صبري بوقادوم، الذي التقى النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، أحد مقدمي المشروع إلى جانب الجمهوري جو ويلسون. لكن التغريدة الباردة التي نشرها بانيتا عقب اللقاء أوحت بفشل المسعى الجزائري، حيث اكتفى بعبارات دبلوماسية عامة عن “تعزيز الفهم المتبادل والأمن المشترك”.

منشور النائب الديمقراطي جيمي بانيتا على موقع X

التداعيات المرتقبة ثقيلة. فتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية من قبل القوة العظمى الأولى يعني دخولها في عزلة خانقة: تجميد الأصول، منع التحركات، خنق التمويل، وفقدان الغطاء السياسي في الغرب. والأهم، أنه ينسف كل الدعاية الجزائرية التي ظلت تروج لشعار “تقرير المصير” الذي فقد بريقه منذ اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء.

تورط البوليساريو في شبكات التهريب والجريمة

مشروع القانون الأمريكي يستند إلى معطيات لا يمكن تجاهلها: تورط البوليساريو في شبكات التهريب والجريمة، صلاتها بإيران وأذرعها كحزب الله، دعمها من نظام الأسد، وتحركاتها المشبوهة في المنطقة العازلة. تقارير كثيرة حذرت من تحولها إلى نقطة ارتكاز للإرهاب بالساحل، واليوم هذه الحقائق تتبناها أمريكا رسميا.

التوقيت لم يأتِ اعتباطًا. إدارة ترامب التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء عززت شراكتها العسكرية مع الرباط، وقطعت الطريق أمام لوبيات الانفصال التي فقدت أي نفوذ داخل مراكز القرار الأمريكي.

في المقابل، الجزائر التي ظلت تراهن على الشعارات القديمة، تجد نفسها مضطرة لبيع كل أوراقها، حتى لو اقتضى الأمر تقديم تنازلات مهينة.

فقد أبدت الجزائر استعدادًا غير مسبوق لاقتناء أسلحة أمريكية، في تناقض صارخ مع خطابها المعادي لواشنطن. بل لجأت إلى إعلانات مدفوعة في مواقع أمريكية لتلميع مذكرة التفاهم العسكري الموقعة في يناير.

إحياء سيناريوهات ميتة

والأدهى أنها أعادت إحياء دور جون بولتون، الرجل الذي وصفه ترامب بأنه “من أغبى الشخصيات في واشنطن”، أملا في إعادة إحياء سيناريوهات ميتة مثل خطة بيكر الثانية التي رفضها الجميع.

هذه التحركات تكشف حقيقة واحدة: الجزائر غارقة في مأزق تاريخي. فبعد اعتراف القوى الكبرى بسيادة المغرب، لم يعد لخطاب الانفصال أي وزن.

والآن، مع احتمال تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، سيكون النظام الجزائري أمام فضيحة مدوية، يدفع فيها ثمن مقامرة دبلوماسية خاسرة كلفت الخزينة مليارات الدولارات، وورطت البلاد في مشروع أصبح عبئا ثقيلا على أمن واستقرار المنطقة.

إن حدث هذا التصنيف، لن يكون مجرد ضربة للبوليساريو، بل صفعة تاريخية للجزائر التي ستجد نفسها مطالبة بمواجهة الحقيقة المرة: نهاية وهم الانفصال.

 

قراءة الخبر من المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى