
العيون تحتضن أول ندوة إفريقية حول التنمية الاقتصادية
شهدت مدينة العيون، أمس السبت، انطلاق فعاليات الندوة الدولية الإفريقية الأولى حول التنمية الاقتصادية بجهة العيون الساقية الحمراء، المنظمة من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات بشراكة مع جامعة القاضي عياض بمراكش، وذلك بالمكتبة الوسائطية الكبرى محمد السادس.
وتُعقد الندوة، الممتدة على مدى يومين تحت شعار “من الساحل إلى الأطلسي: العيون الساقية الحمراء كمنصة إدماج ترابي وقاري”، بهدف إبراز الأدوار المتصاعدة للجهة كجسر للتكامل بين شمال إفريقيا وعمقها الجنوبي، وتعزيز التعاون الدولي اللامركزي، والتفكير في آفاق جديدة للتعاون جنوب-جنوب.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد رئيس جامعة القاضي عياض، بلعيد بوكادير، أن اختيار العيون لاحتضان هذا الحدث يعكس الأهمية الجيوسياسية المتزايدة للمنطقة، باعتبارها منصة للتنمية القارية ومركزاً استراتيجياً ينسجم مع المبادرة الملكية لتمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي. وأضاف أن هذه الخطوة تعزز مكانة المغرب كفاعل تنموي داخل القارة.
من جانبه، شدد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات، سيدي خليل ولد الرشيد، على أهمية هذا اللقاء في ربط المجال الأكاديمي بالمجال الاقتصادي، مشيراً إلى أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال تكامل بين الجامعة، والمقاولة، والمجال الترابي، وفق رؤية منسجمة مع المبادرات الملكية وعلى رأسها “المبادرة الأطلسية”.
أما منسق الدورة، محمد لوليد، فقد أشار إلى الطابع الاستثنائي لهذه الدورة الأولى، التي تواكب التحولات الكبرى التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، خاصة مع الدينامية التي أطلقتها مشاريع البرنامج التنموي الجديد، والتي تشكل رافعة لجذب الاستثمارات الإفريقية.
وتعرف الندوة مشاركة واسعة من باحثين وأساتذة يمثلون تسع جامعات مغربية، إلى جانب أكاديميين من دول إفريقية كالكوت ديفوار، النيجر، وبوركينافاسو، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن جامعات أوروبية. وسيتم خلال الندوة تقديم أكثر من أربعين ورقة علمية ضمن ست ورشات تتناول قضايا محورية منها: الحكامة والتنمية الترابية، السياسات الاقتصادية الجهوية، الاقتصاد الأخضر، التحول الرقمي، اللوجستيك البحري والمينائي، والتكامل القاري.
وشدد المتدخلون على أهمية استثمار المؤهلات الاقتصادية والبنيات التحتية المتوفرة بجهة العيون الساقية الحمراء لتكريس الجهوية المتقدمة، وجعل الجهة بوابة انفتاح اقتصادي وتنموي نحو إفريقيا جنوب الصحراء، ما يعزز مكانة المغرب كشريك موثوق في التعاون الإقليمي.
وقد حضر الجلسة الافتتاحية والي جهة العيون الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، إلى جانب عدد من المنتخبين، والفاعلين الاقتصاديين، والأكاديميين، في إطار دعم الرؤية الملكية الهادفة إلى بناء نموذج تنموي جهوي مستدام ومنفتح على القارة الإفريقية.