رجاء الشرايبي.. مغربية تحوّل مسبح منزلها إلى إمبراطورية عقارية في لوس أنجلوس

رجاء الشرايبي.. مغربية تحوّل مسبح منزلها إلى إمبراطورية عقارية في لوس أنجلوس
حجم الخط:

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

في أحد أحياء لوس أنجلوس الهادئة، كانت رجاء الشرايبي، المغربية الثلاثينية، تجلس ذات مساء قرب مسبح منزلها تتأمل سطح الماء الساكن، غير مدركة أن هذه الرقعة الزرقاء اللامعة ستصبح ذات يوم مفتاح حريتها المالية، وبوابة عبورها إلى عالم الاستثمار العقاري الفاخر.

لم تكن رجاء، القادمة من المغرب بثقافةٍ غنية وطموح لا ينضب، تخطط لأن تتحوّل إلى رائدة أعمال في مجالٍ غير مألوف. لكن العام 2020 — العام الذي توقّف فيه العالم — كان نقطة انطلاقها. في الوقت الذي أغلقت فيه الأبواب أمام الكثيرين، فتحت رجاء بوابة مسبحها الخلفي على مصراعيها، لتحوّله إلى مساحة للإيجار تُنظّم فيها حفلات خاصة، وفعاليات شركات، وأحيانًا تتحوّل خلفيته إلى موقع تصوير لإعلانات وأفلام قصيرة.

“في أول شهر فقط، جنيت ما بين خمسة إلى ستة آلاف دولار”، تقول رجاء وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة المنتصر. وتتابع: “أدركت حينها أنني لا أملك مجرد مسبح، بل أملك فكرة… وهذه الفكرة تستحق أن تُزرع في أكثر من مكان”.

ومن فكرة واحدة وبيت واحد، وُلدت رؤية. توسّعت رجاء تدريجيًا، واشترت أربعة منازل إضافية في لوس أنجلوس، كل منها مزوّد بمسبح مصمم بعناية، ليكون أكثر من مجرد مكان للسباحة؛ بل تحفة فنية قابلة للتأجير. أنشأت شركتها الخاصة High-End Estates، لتقدّم تجربة متكاملة لزبائن يبحثون عن الرفاهية والخصوصية في آنٍ معًا.

اليوم، تدرّ ممتلكاتها أكثر من 22 ألف دولار شهريًا، ووصل دخلها الشهري في إحدى الفترات إلى 70 ألف دولار. لم تأتِ هذه الأرقام من فراغ، بل كانت ثمرة تخطيط دقيق، واستثمار ذكي في عقارات بمواقع استراتيجية وإطلالات آسرة.

ولم تكتفِ رجاء بالنجاح في الولايات المتحدة، بل عادت بعين المستثمر إلى جذورها، فاشترت عقارين فاخرين في المغرب، لتربط بين ضفتي الحلم: بلد الأصل وبلد الفرص.

ورغم النجاح اللافت، لم تنسَ رجاء أهمية التفاصيل الصغيرة: صيانة الحدائق، نظافة المسابح، وأدق لمسات الديكور. “الرفاهية ليست في الثمن، بل في التجربة”، تقولها بفخر، وقد شكّلت حولها فريقًا متخصصًا يتولى كل جوانب العمل، من الإدارة إلى الخدمات.

قصة رجاء الشرايبي ليست مجرد قصة نجاح، بل دربٌ محفوف بالشجاعة والابتكار والرهان على الذات. في عالمٍ يسعى فيه الكثيرون خلف أفكار معقدة أو استثمارات ضخمة، اختارت رجاء أن تبدأ بما بين يديها مسبح بسيط وحوّلته إلى قصة تُروى.

قد تكون المياه راكدة في المسبح، لكن أفكار رجاء كانت، وما زالت، تتدفق كالنهر… نحو المستقبل.