مبادرة إسبانية تمكن عاملات موسميات من تأسيس مشاريعهن الخاصة في المغرب

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

مكنت مبادرة أطلقتها شركة “أغرو مارتين” الإسبانية، عدداً من العاملات الموسميات في حقول الفراولة بـ”هويلفا” من تأسيس مشاريعهن الخاصة في مدنهن بالمغرب.

وكشفت صحيفة “إل باييس” أن مجموعة من العاملات في حقول الفراولة، تحولن إلى رائدات أعمال في بلدهن، بفضل برنامج تدريب أطلقته “أغرو مارتين”، بالتعاون مع “مؤسسة سيبايم ومجلس هويلفا”.

وقالت الجريدة الإسبانية إن غزالة المزوكي، التي تشتغل في حقول الفراولة بشكل موسمي منذ 16 سنة، عادت لأول مرة في الموسم الفلاحي الأخير، وهي صاحبة مشروع مخبزة في سيدي قاسم بالمغرب.

وأضافت الصحيفة أن المزوكي، جاءت لأول مرة إلى “هويلفا” من أجل جمع مال لتوسيع مخبزها الخاص في مدينتها المغربية، وتمكين ابنتها من استكمال دراسة الضيافة والانضمام للأعمال العائلية.

وأوضح المصدر نفسه أن غزالة بدأت تحلم بمخبزها الخاص سنة 2024، بعد حضورها ورشات ريادة الأعمال التي تنظمها شركة “أغرو مارتين” ومؤسسة “سيبايم ومجلس هويلفا”، متابعة أن عاملات موسميات أخريات استفدن من البرنامج لتطوير مشاريع تعاونية تجعلهن نموذجاً في مجتمعاتهن.

ونقلت الصحيفة الإسبانية في تقريرها، عن إيزابيل مارتين، مسؤولة قسم الإدارة في “أغرو مارتين” قولها إن الهدف من البرنامج كان منح العاملات أدوات تمكنهن من خلق الثروة في بلدهن الأصل، مبرزةً أن المبادرة بدأت في 2020 بدعم مالي من مجلس “هويلفا”.

وأبرز الموقع أن البرنامج ينطلق بتحديد العاملات المهتمات بريادة الأعمال، وتدريبهن مرتين أسبوعيا بعد انتهاء العمل في البيوت البلاستيكية الخاصة بالفراولة، مع التركيز على الجوانب العملية من التخطيط، إدارة الوقت، وضع الميزانيات والتواصل للحصول على الموارد.

بفضل البرنامج، يوضح المصدر، افتتحت غزالة مخبزها في سيدي قاسم، بينما سعيدة الحوتي عززت مزرعتها الصغيرة، وأصبحت جمعة المجدوبي حرفية في صناعة السجاد بتيفلت، مسترسلاً أن المبادرة حاليا تضم خمسة مشاريع جديدة أطلقتها العاملات بعد عودتهن إلى المغرب، بما في ذلك تربية الدجاج، المخابز، ورشات السجاد والخياطة، ومشاريع إنتاج الكسكس التقليدي، أغلبها في المناطق الريفية.

وأشارت الجريدة الإسبانية إلى أن العاملات المغربيات جزء من قطاع الفراولة في “هويلفا” الذي يحقق صادرات بقيمة 1.3 مليار يورو سنويا، لكنه يواجه تحديات استغلال العمالة والمستوطنات العشوائية، متابعةً أنه مع ذلك تقدم المبادرة التعليمية صورة مختلفة، تمكن النساء من تحويل حياتهن لتصبحن قدوة في مجتمعاتهن.

وتسعى المبادرة حاليا إلى تقديم دعم مالي إضافي للعاملات الموسميات لتوسيع مشاريعهن، مثل شراء آلات إنتاج أو رؤوس ماشية. غزالة وسعيدة وجمعة عدن إلى “هويلفا” لتطوير مشاريعهن، مستفيدات من عملهن الموسمي، مع الحفاظ على استقلالية مشاريعهن التعاونية وتطوير خطط حياتهن المستقبلية.