مكناس.. محاكمة 40 من شباب “جيل Z” وسط تضامن واسع للمحامين

حجم الخط:

هبة بريس – مكتب فاس

تعيش مدينة مكناس منذ أمس الجمعة 3 أكتوبر 2025 على وقع تطورات متسارعة في ملف الموقوفين على خلفية الاحتجاجات السلمية التي نظمها شباب “جيل Z”، حيث شهدت المحكمة الابتدائية جلسات استنطاق مطولة امتدت حتى ساعات المساء، وسط حضور مكثف لهيئات الدفاع وتضامن واسع من النشطاء الحقوقيين.

وحسب مصادر مطلعة لـ”هبة بريس”، بلغ عدد الموقوفين الذين تمت متابعتهم من طرف النيابة العامة أكثر من 40 شاباً وشابة، بينهم راشدون وأحداث، تمت إحالتهم تباعاً على وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمكناس وعلى قاضي الأحداث، في مسطرة وُصفت بـ”الماراثونية”.

وفي مشهد أثار الانتباه، توافد عدد كبير من المحامين المنضوين تحت لواء جمعية المحامين الشباب بمكناس إلى المحكمة، لتقديم الدعم القانوني والحقوقي للموقوفين. الجمعية، التي كانت قد أصدرت بياناً بتاريخ 28 شتنبر 2025، أكدت فيه تشبثها بالدفاع عن الحقوق والحريات، عبّرت عن تضامنها المطلق مع الشباب الموقوفين، معتبرة أن مؤازرتهم واجب مهني وإنساني.

وكشفت المصادر ذاتها أن النيابة العامة قررت متابعة جميع الراشدين في حالة تلبس، حيث تمت إحالة تسعة (9) منهم على المحاكمة في حالة اعتقال، فيما تمت متابعة الآخرين في حالة سراح بعد أداء كفالات مالية. وقد حُددت أولى جلسات المحاكمة في يوم الاثنين 6 أكتوبر 2025.

أما بخصوص القاصرين، فقد قرر قاضي الأحداث تسليمهم إلى أوليائهم القانونيين، مع تأجيل النظر في ملفاتهم إلى الأربعاء 8 أكتوبر، ضمن جلسة مخصصة لقضايا الأحداث.

وفي ختام اليوم القضائي الطويل، جدد المكتب التنفيذي لجمعية المحامين الشباب بمكناس شكره لجميع المحامين الذين لبّوا نداء المؤازرة، داعياً إلى الاستمرار في متابعة الملف عن قرب، والحضور خلال جلسة يوم السبت أمام وكيل الملك.

تأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه النقاش الوطني حول مطالب “جيل Z” وطرق تعاطي الدولة مع حركاتهم الاحتجاجية، التي تتخذ طابعاً سلمياً وشبابياً جديداً يعكس تحولات عميقة في وعي الأجيال الصاعدة.