هبة بريس- مكتب فاس
رغم مرور سنوات على تولّي الأحزاب الثلاثية الحاكمة زمام الشأن المحلي بإقليم إفران، إلا أن الحصيلة الميدانية تثير أكثر من علامة استفهام حول جدوى البرامج والالتزامات التي وُعد بها المواطنون خلال الحملات الانتخابية.
منذ بداية الولاية، ترددت شعارات كبيرة عن “الإقلاع التنموي” و“تحسين البنية التحتية” و“تحريك عجلة الاستثمار”، لكن الواقع اليوم يروي قصة مغايرة تمامًا. مشاريع كثيرة تم الإعلان عنها في الاجتماعات والملتقيات ظلت حبرًا على ورق، فيما تحوّلت بعض الوعود إلى مجرد صور دعائية على صفحات التواصل الاجتماعي.
مصادر محلية تشير إلى أن أغلب التدخلات ظلت موسمية وانتقائية، تفتقر إلى رؤية منسّقة بين المجالس المنتخبة، مما جعل الإقليم يعيش نوعًا من العزلة التنموية مقارنة ببعض أقاليم الجهة. فباستثناء بعض الإصلاحات الترقيعية في الطرق أو الفضاءات العمومية، لم تُسجّل مبادرات كبرى تُحدث الفرق المنتظر.
ولم يُسجّل إلى حدود الساعة أي مشروع حقيقي دفعت عنه الأحزاب الحاكمة أو مجلس جهة فاس مكناس لفائدة إقليم إفران، إذ اكتفت هذه الجهات بوعود كاذبة لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع. ولم تستفد إفران من أي برنامج حكومي أو جهوي من الجهة قادر على خلق التنمية أو تحسين مؤشرات العيش، رغم كل ما تم الترويج له من خطط ومبادرات.
في المقابل، نجد أن المنجزات الملموسة على أرض الواقع جاءت بفضل تدخلات عمالة الإقليم، سواء في عهد العامل السابق أو الحالي، خصوصًا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي نجحت في إطلاق مشاريع اجتماعية وتنموية غطّت على ضعف أداء الأحزاب الحاكمة. كما تنوّه الساكنة، التي تُعرف بانتمائها الحركي، بالمجهودات التي يبذلها منتخبوها في العالمين القروي والحضري، لما قدموه من مبادرات واقعية لامست احتياجات المواطنين رغم أن الحزب يوجد في المعارضة الحكومية.
في المقابل، يرى متتبعون أن السبب الرئيسي يكمن في غياب الانسجام بين ممثلي الأحزاب داخل المجالس، وضعف التنسيق مع مصالح الجهة والوزارات المعنية. فكل طرف يشتغل بمنطق الحسابات السياسية الضيقة، في حين يدفع المواطن ثمن هذا الصراع في شكل تأخر المشاريع وتجميد الاستثمارات.
أما الساكنة، فقد أصبحت تنظر بعين الشك إلى كل خطاب انتخابي جديد، بعدما اكتشفت أن أغلب البرامج المعلنة كانت مجرد وعود انتخابية سريعة الزوال، دون أي أثر فعلي على مستوى التشغيل أو الخدمات أو البنية التحتية.
اليوم، يتساءل الشارع الإفراني بمرارة:
أين هي المشاريع التي وعدت بها الأحزاب الحاكمة؟
ومتى تتحول الخطابات السياسية إلى إنجازات حقيقية تُغيّر وجه الإقليم؟