هبة بريس- ع محياوي
أُعطيت، صباح اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025، الانطلاقة الرسمية للموسم التكويني 2025-2026 في قطاع فنون الصناعة التقليدية، وذلك خلال حفل احتضنه المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بمكناس.
وقد ترأس فعاليات هذا الحدث السيد لحسن السعدي، كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب السيد عبد الغني الصبار، عامل عمالة مكناس، بحضور عدد من المسؤولين والفاعلين في القطاع.
ويأتي هذا الموعد الوطني في إطار الأبواب المفتوحة التي تنظمها كتابة الدولة بمختلف جهات المملكة، بهدف إبراز دينامية منظومة التكوين المهني في فنون الصناعة التقليدية ودورها في تأهيل الكفاءات الشابة، وتعزيز تنافسية القطاع، مع الحرص على صون التراث الحرفي الأصيل وتطويره بما يواكب متطلبات العصر.
وتضم منظومة التكوين المهني في هذا المجال شبكة واسعة من 67 مؤسسة و100 ملحقة تغطي مختلف جهات المملكة، بطاقة استيعابية تفوق 35 ألف مقعد بيداغوجي، ما يجعلها رافعة أساسية لتأهيل الشباب ودمجهم في النسيج الإنتاجي.
وخلال هذا الموسم، يستفيد حوالي 30 ألف متدرب ومتدربة من برنامج التكوين بالتدرج المهني، الذي يعرف توسعًا نوعيًا عبر إدراج مهن جديدة مطلوبة في سوق الشغل، خاصة المرتبطة بـالصناعة التقليدية الخدماتية.
كما يشمل العرض التكويني ألف مستفيد من تلاميذ الخدمة العسكرية في إطار شراكة مع إدارة الدفاع الوطني، إلى جانب 832 نزيلًا ونزيلة بعدد من المؤسسات السجنية، يتابعون تكوينهم في حرف الصناعة التقليدية ضمن اتفاقية مع المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في أفق تمكينهم من فرص مهنية بعد الإفراج.
أما المسارات النظامية داخل المعاهد والمؤسسات المتخصصة، فتستهدف تكوينات بمستويات التأهيل والتقني والتقني المتخصص، لتلبية احتياجات مختلف فئات المتدربين.
ويُعد المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بمكناس أحد أبرز مؤسسات التكوين في المملكة، خاصة بعد تأهيله وتوسعته في إطار برنامج تحدي الألفية الأمريكي (MCC)، حيث يفتح أبوابه أمام الشباب الراغبين في ولوج التكوين في تخصصات متعددة، من بينها الخزف والفخار، النجارة الفنية، الخياطة التقليدية، الحدادة الفنية، الحديد المرصع بالفضة، النساجة، وتسويق المنتوجات الحرفية.
كما يُدرّس هذا الموسم، ولأول مرة، فن الزجاج كتجربة رائدة تروم تنويع العرض التكويني وتثمين الإبداع الحرفي.
وقد تخلل الحفل تنظيم زيارات ميدانية لورشات التكوين والمرافق الإدارية، إلى جانب لقاءات تفاعلية بين الأطر البيداغوجية والمسؤولين، تناولت سبل الارتقاء بجودة التكوين وآفاق تطويره.
واختُتمت الفعالية بتوزيع دبلومات التخرج على فوج من المتدربين، وكذا شواهد تقديرية لعدد من الأطر والعاملين بالقطاع، عرفانًا بمساهماتهم في ترسيخ مكانة التكوين المهني كأداة أساسية لتنمية الصناعة التقليدية الوطنية.