هبة بريس- ع محياوي
في لوحات احتفالية جسّدت عمق الانتماء الوطني، عاشت مدينتا إفران وأزرو على إيقاع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، حيث تحوّلت الشوارع والساحات إلى فضاءات نابضة بالاحتفاء والفخر، في ترجمة شعبية صادقة لمعاني الوحدة والوفاء للأرض والعرش.
ففي مدينة أزرو، انطلق كرنفال وطني مهيب جاب أهم الشوارع، بمشاركة لافتة قدرت بحوالي 8000 مشارك، ضمّت جمعيات المجتمع المدني، وشبابًا ونساءً، وفرقًا فنية وثقافية ورياضية، فضلًا عن مواطنين من مختلف الشرائح العمرية. المشهد حمل زخماً وطنيًا طاغيًا، حيث ارتفعت الأعلام المغربية وصور الملك محمد السادس، وتعالت الأهازيج الوطنية التي أعادت إلى الأذهان ملحمة مغربية خالدة.
وقد أضفت الفرق الاستعراضية لمسة فنية ثرية، مزجت بين الأصالة الأمازيغية والوجدان الوطني، فيما قادت المجموعات الموسيقية والأطفال أجواء احتفالية مزدانة بالحماس والوحدة، لصناعة عُرس شعبي متكامل رسّخ قيم السلام والتضامن.
وفي تصريحات متفرقة، عبّر مشاركون وفاعلون جمعويون عن اعتزازهم بعمق هذا الحدث التاريخي، مؤكدين أن إحياءه اليوم ليس مجرد ذكرى، بل تجديد للولاء والإيمان بالقضية الوطنية، وانخراط واعٍ في تعزيز المكتسبات الوطنية التي حققها المغرب سياسيًا واجتماعيًا وتنمويًا على مدى عقود.
أما بمدينة إفران، فقد احتضنت ساحة التاج كرنفالًا مماثلًا شارك فيه قرابة 3000 مشارك بتنظيم مشترك بين الجماعة الترابية، وفعاليات المجتمع المدني، وأرباب المقاهي والمطاعم وأرباب سيارة الأجرة الصغيرة والكبيرة. وتميز الحفل بعروض فنية وموسيقية، إلى جانب لحظة مؤثرة خصصت لتكريم عدد من المشاركين في المسيرة الخضراء، اعترافًا بتضحياتهم وإسهامهم في صناعة هذا الحدث الوطني الكبير.
وفي ختام الاحتفالات، ارتفعت رسائل الاعتزاز والانتماء من ساكنة الإقليم، مؤكدة تشبثها الراسخ بثوابت الأمة، وفخرها بالانتصارات الدبلوماسية التي يواصل المغرب تحقيقها في ملف الوحدة الترابية، تحت القيادة الحكيمة للملك.
