ليونسي لهبة بريس: خطاب العرش رسالة قوية للمسؤولين بعدم التهاون في إنجاز المشاريع المائية
محمد منفلوطي_ هبة بريس
أكد أستاذ القانون الدستوري بكلية العلوم القانونية والسياسية بسطات “حفيظ ليونسي”، على أن خطاب العرش لهذا العام، هو خطاب واضح وصريح يأتي في ظرفية حساسة سواء على مستوى الوطني أو الدولي المتعلقة بالأزمة المائية التي تعرفها بلادنا، أو تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وهو يحمل رسائل قوية للمسؤولين بعدم التهاون في انجاز المشاريع المرتبطة بالسياسة المائية…
وذكر ليونسي في اتصال هاتفي بهبة بريس، بالسياق العام للخطب الملكية في هاته المناسبات، ذلك أن خطاب العرش كان دائما ولازال يذكر بلحظة مفصلية في النظام السياسي المغربي، يمتاز بثلاث صفات من بينها القوة فيما يتعلق بالتوجيه لدى المؤسسات الدستورية والسلطات السيادية، ناهيك عن تميزه ببعده التشخيصي الاقتراحي، إضافة إلى تحديده لأولويات الموسم السياسي المقبل سواء تعلق الأمر بالدخول البرلماني، أو تعلق بمباشرة الحكومة لمهامها مع باقي السلط الأخرى.
لكن الملاحظ في الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد، يضيف ليونسي، هو تركيزه بنسبة 80% على موضوع السياسية المائية ببلادنا، كمتغير مرتبط بالسيادة والاستقرار والأمن الغذائي في علاقته بالقطاع الفلاحي والاستعمال اليومي، والملك حفظه الله، ومن خلال موقعه الدستوري كرئيس للدولة الحريص على استقرار وأمن البلاد، لفت الانتباه إلى مختلف المؤسسات بضرورة التعامل مع الوضع بنوع من الجدية والحزم وعدم التهاون في انجاز المشاريع المرتبطة بالقطاع المائي، لأن هذا التهاون وعدم الالتزام بمدة الانجاز من شأن ذلك أن يعمق الأزمة، هذا دون أن ننسى بطبيعة الحال أن المعطى المتعلق بالجفاف هو معطى موضوعي لا يمكن تجاوزه، لكن التخفيف من حدة هذه الأزمة، كان من الممكن التحكم فيها لو كان هناك التزام واحترام لفترات انجاز المنشآت، وهو ما جعل الملك يؤكد في خطابه على موضوع ” عدم التهاون” مع التأكيد على مصطلح الجدية والحزم..
وقال ليونسي إن خطاب الملك الذي دق من خلاله ناقوس الخطر ايذانا بأزمة الماء الخانقة، لم يترك الفرصة تمر دون الدعوة إلى إعادة النظر في طريقة اشتغال القطاع الفلاحي، بما يحفظ هذه المادة الحيوية والسيادة الوطنية، حيث وضع جلالته برنامج عمل يتكون من ركيزتين، أولاهما القيام بانشاء المشاريع الكبرى كإنشاء السدود ومشروع تخلية مياه البحر وربطه بالطاقة النظيفة ببعد وتوجيه استرتيجي ملكي، وثانيهما ضرورة تكريس مبدأ التضامن بين الجهات من خلال ربط الأحواض المائية فيما بينها لانعاش مياه نهر أم الربيع الذي تضرر بشكل كبير بسبب الاستعمال المكثف.
وحول القضية الفلسطينية، أشار ليونسي إلى أن الخطاب الملكي لم يغفل القضية، بل جدد وشدد على أن غزة هي جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهو أقوى موقف في اعتقاده من رئيس دولة تنتمي للعالم العربي والاسلامي، ذلك أنه موقف الملك جاء ليقطع الطريق أمام محاولات البعض قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، كما جاء أيضا لافشال المناورات لقطع أوصال الضفة الغربية عن قطاع غزة.