طارق عبلا من هولندا
في يوم مشمس من أواخر شهر سبتمبر 2025، امتلأت حديقة أوست بارك في أمستردام بأجواء من الفرح والدفء، حيث نظمت جمعية الصداقة بالتعاون مع شركائها حدث مأدبة السلام العالمية، الذي جمع سكان المدينة من مختلف الجنسيات والثقافات، وكان من بين الحاضرين عدد كبير من المغاربة المقيمين في هولندا.
كانت الحداثة الفريدة لهذا اليوم تكمن في بساطتها وعمق رسالتها، لقاء الناس معا على المائدة، لتبادل الأطعمة والقصص والتجارب، وإحياء قيم التضامن والوصل بين الثقافات، كما أحضر المشاركون مأكولاتهم الخاصة، فتنوعت الأصناف بين الأطباق المغربية التقليدية، والأطعمة من مختلف أرجاء العالم، لتصبح المائدة رحلة حقيقية من النكهات والروائح، وشارك الجميع هذه الأطباق بروح حماسية وابتسامات عريضة.
وحضر الحدث عائلات كاملة، أطفال يلعبون ويمرحون، وشباب يشاركون في حوارات ودية، وسط أجواء من المرح والانفتاح، فكانت الأجواء تعكس صورة المجتمع المتنوع لأمستردام، حيث يجد كل فرد مكانه في فضاء يحترم اختلافه ويثمن مشاركته.
كما شهد الحدث مشاركة مسؤولة سياسية بارزة، والتي أبدت إعجابها الكبير بالمبادرة، وأكدت على أهميتها في تعزيز الروابط بين المجتمعات وتشجيع الحوار المفتوح، لقد تفاعلت مع الزوار والمشاركين، وتبادلت معهم النقاش حول دور المبادرات المحلية في نشر قيم السلام والوئام، معبرة عن تقديرها لهذه الخطوة التي أصبح العديد من الدول يحاولون تقليدها.
تميزت الفعالية بتنظيم احترافي، حيث ساهمت الجمعية وفريقها من المتطوعين في ضمان سلاسة سير الحدث، وتهيئة أجواء مريحة وآمنة لجميع المشاركين، مع احترام المساحات وتوزيع المأكولات بطريقة تجعل الجميع يشعر بالترحيب والانتماء.
وفي نهاية اليوم، غادر المشاركون الحديقة وقلوبهم مليئة بالإلهام والسعادة، حاملين معهم ذكريات عن لحظات مشاركة حقيقية، وعن تجربة تثبت أن السلام يمكن أن يبدأ من أبسط الأمور.. مائدة مشتركة، حوار صادق، وابتسامة متبادلة.
لقد أظهرت مأدبة السلام في أمستردام أن اللقاء الإنساني، والانفتاح على الآخر، ومشاركة الثقافة والمأكولات، هي خطوات ملموسة نحو عالم أكثر تضامنا وتماسكا.
