برشلونة بين الغضب والتضامن.. مظاهرات مؤيدة لفلسطين تكشف تحولات في الرأي العام الإسباني

حجم الخط:

عمر الرزيني – مكتب برشلونة

خلال الأيام الأخيرة، تحولت شوارع برشلونة إلى ساحة تعبّر عن نبض الشارع الإسباني تجاه القضية الفلسطينية، إذ شهدت المدينة مظاهرات مؤيدة لفلسطين اتسمت بحضور شعبي لافت، لكنها لم تخلُ من التوتر مع قوات شرطة موسوس ديسكوادرا.

من الناحية التحليلية، تعكس هذه الاحتجاجات تصاعد الوعي السياسي والإنساني في الأوساط الأوروبية، خصوصًا في المدن الكبرى مثل برشلونة، التي لطالما كانت منصة للتعبير عن القضايا العالمية. قطع الطريق الدائري المعروف بـ”روندا ليتورال”لم يكن مجرد تصرف احتجاجي عابر، بل رمزًا لغضب جماعي تجاه ما يعتبره المتظاهرون تواطؤًا دوليًا أو صمتًا رسميًا أمام معاناة الفلسطينيين.

في المقابل، حاولت الشرطة التعامل بحذر، لكن الاحتكاك كان حتميًا في ظل تصاعد الانفعال الجماهيري. عمليات رشق الحجارة والأشياء، وإن كانت محدودة، كشفت عن احتقان اجتماعي يتجاوز حدود القضية الفلسطينية، ليعبر عن تراكمات داخلية تتعلق بحرية التعبير والسياسات الأمنية في كاتالونيا.

يمكن القول إن ما حدث في برشلونة ليس مجرد مظاهرة عابرة، بل مؤشر على تحوّل في الرأي العام الإسباني، الذي بات يرى في القضية الفلسطينية قضية إنسانية وأخلاقية تتجاوز الانتماءات السياسية. كما أن طريقة تعامل السلطات مع هذه الموجة من التضامن ستشكل اختبارًا لتوازنها بين حرية التعبير وحفظ النظام العام في مرحلة تتسم بتقلبات سياسية واجتماعية حادة