هبة بريس – محمد زريوح
في إطار ديناميتها الأكاديمية وانفتاحها على قضايا المجتمع، احتضنت كلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، جلسة مناقشة أطروحة دكتوراه للطالب الباحث محمد ياسين محمدي، بعنوان: “الإعلام الرقمي وإدارة الأزمات الصحية في المغرب: مقاربة صورولوجية”، وذلك تحت إشراف الأستاذ محمد هموش، أستاذ التعليم العالي بالكلية.
هذا الحدث الأكاديمي عكس فلسفة الجامعة في تعزيز التكامل المعرفي، حيث جسد اللقاء تلاقي تخصصات متعددة، وجعل من النقاش العلمي منصة للتفاعل بين الإعلام والطب والسوسيولوجيا. وهو ما منح للأطروحة قيمة إضافية من حيث موضوعها ومنهجيتها.
الأطروحة انصبت على دراسة أدوار الإعلام الرقمي في تدبير الأزمات الصحية بالمغرب، مركزة على تحليل صوره وتمثلاته في الفضاء العمومي خلال فترات الطوارئ الصحية. وقد أبرز الباحث كيف أصبح الإعلام الرقمي فاعلاً أساسياً في صناعة الرأي العام وتوجيه السلوك الجماعي زمن الأزمات.
هذا العمل العلمي جاء في ظرفية دقيقة تشهد فيها المنظومة الصحية تحولات عميقة، جعلت من الإعلام الرقمي شريكاً لا غنى عنه في التواصل المؤسساتي، وإحدى الأدوات المركزية في إدارة الأزمات وتوجيه النقاش العمومي.
وتألفت لجنة المناقشة من ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين البارزين، من بينهم: الأساتذة هشام بن الهاشمي، هشام بالمعطي، مولاي إدريس الودغيري، إلى جانب الأستاذات حورية قلقول، نورة مستغفر، وفاطمة الزهراء أجريش، إضافة إلى الدكتورين محمد أنوار بلكبير ومعاذ المرابط، وهو ما عكس الطابع البيني والمتعدد التخصصات لهذا النقاش.
الجلسة تميزت بحوار علمي رصين، طبعته الملاحظات النقدية البنّاءة، التي أبرزت غنى المشروع البحثي وعمق إشكالاته، كما سلطت الضوء على قيمة المقاربة التي اعتمدها الباحث، والتي جمعت بين التحليل الإعلامي والدراسة الاجتماعية والرؤية الصحية.
وقد أكد عدد من أعضاء اللجنة أن مثل هذه الأبحاث تمثل قيمة مضافة للجامعة المغربية، باعتبارها تجسد قدرة البحث العلمي على مواكبة التحديات المجتمعية الراهنة، خصوصاً في ظل الأزمات الصحية التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة.
هذا النقاش العلمي لم يكن مجرد جلسة أكاديمية تقليدية، بل شكل لحظة رمزية تؤكد قدرة الجامعة المغربية على تجاوز الحواجز بين التخصصات، والانفتاح على قضايا المجتمع، بما يعزز دورها كفضاء منتج للمعرفة وكشريك أساسي في صياغة السياسات العمومية.
ويعكس هذا المسار التوجّه الاستراتيجي لجامعة ابن طفيل نحو البحث التكاملي، حيث تسعى المؤسسة إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الجامعية والقطاعات الحيوية، انسجاماً مع الرؤية الوطنية الرامية إلى تنسيق الجهود بين وزارة الصحة، وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بما يجعل البحث العلمي رافعة للتنمية والتغيير المجتمعي.