هبة بريس
اعترف 17 من أصل 19 متهماً أمام المحكمة الإقليمية في ألميريا بتورطهم في تنظيم وتنفيذ عمليات نقل بري غير قانونية لمهاجرين، أغلبهم من أصل جزائري، نحو مدن مرسيا وأليكانتي وطراغونة وبرشلونة، بعد وصولهم على متن قوارب صغيرة “باتيرا” إلى سواحل ألميريا وقادس بين مايو وأكتوبر 2019.
نقل المهاجرين إلى مدن مختلفة مقابل مبالغ مالية
وطالبت النيابة العامة بالحكم على المتهمين الرئيسيين بالسجن سبع سنوات لكل منهما، وعلى ستة من المتعاونين الدائمين بست سنوات، فيما تتراوح العقوبات المقترحة لبقية المتهمين بين تسعة أشهر وسنة واحدة.
وأكدت مصادر قضائية لوكالة “أوروبا بريس” الإسبانية أن جميع المتهمين تقريباً، بمن فيهم الشخصان اللذان تعتبرهما النيابة العامة العقل المدبر للشبكة والمسؤولين عن تنسيق الجوانب اللوجستية والمادية والبشرية، قد أقرّوا صراحة بالتهم الموجهة إليهم.
ومن المقرر أن تُستأنف جلسات المحاكمة يوم 20 أكتوبر الجاري لاستكمال الأدلة الخاصة بمتهمين اثنين ينكران صلتهما بالقضية.
وجاء كشف الشبكة بعد تحريات أجرتها وحدة شبكات الهجرة وتزوير المستندات (UCRIF) التابعة للشرطة الوطنية الإسبانية، والتي توصلت إلى أن منظمي العملية كانوا على اتصال بأشخاص مجهولين أو بأقارب المهاجرين، لتنسيق نقلهم إلى مدن مختلفة مقابل مبالغ مالية متفق عليها.
30 عملية نقل
وأوضحت التحقيقات أن الشبكة نفذت ما لا يقل عن 30 عملية نقل، أغلبها انطلقت من سواحل كابو دي غاتا – نيخار، حيث كان يُدفع ما يصل إلى 300 يورو عن كل مهاجر، بينما بلغت مداخيل بعض الرحلات نحو 1,400 يورو.
وأشار ممثلو الادعاء إلى أن بعض المتهمين مارسوا هذا النشاط بشكل منتظم وطويل الأمد، وكانوا يؤدون أدواراً محورية بفضل اطلاعهم على مواعيد ومواقع وصول القوارب، ما أتاح لهم تنظيم عمليات التجميع والنقل نحو وجهاتهم النهائية.
كما كشفت التحقيقات عن وجود مستوى ثانٍ من المتعاونين، بعضهم دائمون وآخرون عرضيون، تولوا تنفيذ تعليمات المنظمين الأساسيين لتأمين استقبال المهاجرين ونقلهم، في حين نفذ بعض المتهمين عملياتهم بشكل مستقل عن الشبكة.
قوارب الهجرة السرية تصل ليلا إلى السواحل
وأظهرت المعطيات الأمنية أن معظم القوارب كانت تصل ليلاً إلى سواحل سان خوسيه ورودالكيلار، حيث كان المهاجرون يُنقلون لاحقاً بسيارات خاصة إلى مدن مثل أليكانتي أو ألميريا، أو إلى بلدات في مرسية مثل توري باخيكو وكايوسا دي سيغورا. كما تم توثيق عمليات أخرى انطلقت من قادس باتجاه ألميريا ثم نحو مدن بعيدة كطراغونة وبرشلونة.
وأفادت السلطات بأن بعض الرحلات كانت تُنفذ باستخدام عدة سيارات وبمشاركة عدد من السائقين مع توقفات مرحلية لتأمين المسار.
وخلال عمليات التفتيش التي طالت منازل المشتبه فيهم الرئيسيين — ثلاث منها في ألميريا وواحدة في أليكانتي — تم العثور على أكثر من 18,500 يورو نقداً، يُعتقد أنها ناتجة عن نشاط النقل غير الشرعي للمهاجرين.