هبة بريس
كشفت المنظمة الحقوقية الجزائرية “شعاع لحقوق الإنسان” أن السلطات الجزائرية منعت الصحفي إحسان القاضي من السفر إلى ألمانيا، الأربعاء 8 أكتوبر، لتسلّم جائزة الحرية ومستقبل الإعلام لعام 2025 التي تمنحها مؤسسة سباركاسه في لايبزيغ، بعدما واصلت الأجهزة القضائية للنظام العسكري احتجاز جواز سفره بشكل تعسفي منذ أبريل 2021.
تضييق النظام الجزائري على الأصوات الحرة
ويكشف هذا المنع الجديد مرة أخرى، الوجه القمعي للنظام الجزائري الذي يواصل التضييق على الأصوات الحرة، في وقت يفترض أن تكون حرية التنقل حقاً أساسياً يكفله القانون. فبعد أكثر من أربع سنوات على مصادرة جوازه دون سند قانوني، يجد الصحفي إحسان القاضي نفسه اليوم ممنوعاً من السفر رغم الإفراج عنه في نونبر 2024.
وكان إحسان القاضي قد خضع سابقاً لرقابة قضائية مشددة بسبب مقال ناقد للنظام العسكري، قبل أن يُعتقل في دجنبر 2023 ويقضي 22 شهراً خلف القضبان، تلاها قرار بإغلاق إذاعة راديو إم وموقع مغرب إمرجون، ثم حلّ الشركة المالكة لهما بأمر قضائي، في خطوة تعكس حرب النظام على الصحافة المستقلة.
حصار ممنهج للصحفيين الجزائريين
وبسبب هذا القرار التعسفي، لن يتمكن القاضي من حضور حفل تسليم الجائزة في لايبزيغ، الذي يتزامن مع الذكرى الـ25 لتأسيس الجائزة الدولية، حيث سيُلقي كلمة مسجّلة من منزله بالجزائر العاصمة، تبثّ خلال الحفل بحضور شريكه في الجائزة، الباحث الألماني مايكل هالر.
وتُعدّ هذه الجائزة من أرفع الجوائز الأوروبية في مجال حرية الإعلام، وقد مُنحت للقاضي في غشت 2025 تكريماً لشجاعته في الدفاع عن حرية الصحافة واستقلالها رغم حملات القمع والملاحقات التي يتعرض لها هو وزملاؤه في الجزائر، حيث تُواجه الكلمة الحرة حصاراً ممنهجاً من طرف نظام لا يتسامح مع النقد ولا يعترف بحق المجتمع في المعلومة التي تفضح اختلالات الدولة الجزائرية.