هبة بريس
يبدو أن النظام العسكري في الجزائر بلغ مرحلة لم يعد يتحمله فيها حتى أبناء الشعب، بعدما تحوّلت البلاد إلى سجن كبير يحكمه الجنرال السعيد شنقريحة بقبضته الحديدية، ناشراً أجواء القهر والحرمان بين الجزائريين الذين لم يعد أمامهم سوى التفكير في الفرار من جحيم “دولة الكابرانات” نحو الضفة الأخرى بحثاً عن كرامة مفقودة بالفردوس الأوروبي.
وفي هذا السياق، كشفت وسائل إعلام جزائرية أن فرقة مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية الطارف، أعلنت عن تفكيك شبكة قالت إنها تنشط في تنظيم رحلات الهجرة غير النظامية عبر البحر.
وأوضحت المصادر ذاتها أن أجهزة الأمن كثّفت تحركاتها في محاولة لتغطية الفشل السياسي والاجتماعي للنظام، حيث تم توقيف ثلاثة أشخاص من ولايتي الطارف وسطيف، بينما جرى حجز قارب صيد ومحرك بقوة 40 حصاناً، إضافة إلى براميل مملوءة بالبنزين.
وتم تقديم الموقوفين أمام وكيل الجمهورية بمحكمة القالة بتهم وُصفت جاهزة، تتعلق بتنظيم رحلات للهجرة غير الشرعية، في حين يرى متتبعون أن هذه القضايا ليست سوى واجهة لتلميع صورة نظام عسكري غارق في الأزمات، بعدما أصبح شباب الجزائر لا يحلمون إلا بالهرب من وطن صادره العسكر منذ عقود.