هبة بريس ـ الدار البيضاء
في مشهد فريد من نوعه، خرجت جميع الأجيال المغربية للاحتفاء بما حققه “جيل Z” الكروي في البطولة العالمية الأخيرة لأقل من 20 سنة و التي احتضنتها الشيلي، بعد الأداء الرائع الذي قدمه الأشبال في المونديال و توج برفعهم اللقب عاليا.
لم يعد الحديث عن كرة القدم مجرد لعبة في المغرب، بل أصبح جسرا يربط بين الأجيال، ويعيد إشعال الشغف الوطني في قلوب الجميع.
لقد أثبت شباب “جيل Z”، الذين ولدوا في ظل التحولات الرقمية والاجتماعية، أن الطموح والإصرار لا يعرفان حدودا، فقد جمعوا بين المهارة الفنية، واللياقة البدنية، والانضباط التكتيكي و الروح القتالية و الوطنية الصادقة، ما جعلهم نجوما ليس فقط على المستوى المحلي بل على الساحة الدولية أيضا.
هؤلاء الأشبال لم يقدموا الأداء الرياضي فقط، بل منحوا المغرب لحظات من الفخر والاعتزاز، وأعادوا للأجيال الأكبر تذكر الأيام الذهبية لكرة القدم المغربية.
الشوارع والساحات العامة بمختلف المدن المغربية كانت في ساعات الصباح الأولى مسرحا لاحتفالات شعبية كبيرة، إذ احتشد الناس من مختلف الأعمار، ليقفوا جنبا إلى جنب مع الشباب، مرددين هتافات الدعم والفخر، ملتحفين بالعلم الوطني، رمز الفخر و المجد و الاعتزاز.
هذه اللحظات لم تكن مجرد احتفال بفوز في مباراة، بل كانت تأكيدا على قدرة جيل Z على الجمع بين الإبداع الرياضي والروح الوطنية، وعلى أن كرة القدم قادرة على توحيد المجتمع كله خلف هدف مشترك، المضي قدما بمملكتنا الشريفة تحت القيادة الحكيمة لعاهل البلاد حفظه الله.
إن نجاح هؤلاء الأشبال يحمل رسالة قوية، أن المستقبل الرياضي للمغرب في أيدي جيل واع ومبدع، قادر على نقل الكرة المغربية إلى آفاق جديدة، وأن الاحتفاء بهم ليس مجرد تعبير عن الفرح، بل اعتراف بقدرة الشباب على تغيير المشهد الكروي وكتابة تاريخ جديد للأمة.
في النهاية، يظل “جيل Z” الكروي مثالا حيا على أن الأحلام لا تموت، وأن الإصرار والموهبة قادران على إخراج جميع الأجيال للاحتفاء بانتصارات أشبال المغرب في المونديال، مؤكدين أن الكرة ليست مجرد لعبة، بل لغة توحد القلوب وتبني الأمل في مستقبل مشرق.