هبة بريس – عبد اللطيف بركة
احتضنت مدينة أكادير، اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر الجاري، فعاليات النسخة الأولى من منتدى “Agri-Water”، بمشاركة واسعة لخبراء وباحثين ومسؤولين وفاعلين اقتصاديين من داخل المغرب وخارجه، في لقاء استراتيجي يهدف إلى ابتكار حلول مستدامة لتدبير الموارد المائية وتحول القطاع الفلاحي.
ويأتي هذا الحدث في سياق التحديات المناخية المتزايدة وندرة المياه التي باتت تهدد الأمنين المائي والغذائي، مما يجعل من هذا المنتدى فضاءً حيويًا للنقاش وتبادل الخبرات حول نموذج إنتاجي جديد يوازن بين الفعالية الاقتصادية، العدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية.
في كلمته الافتتاحية، أكد هشام رحيوي الإدريسي، المدير المؤسس للجهة المنظمة، أن المغرب يواجه وضعًا مائيًا حرجًا يستدعي تعبئة جماعية، مشددًا على أن الماء أضحى عنصرًا مركزيًا في الأمن الغذائي والسيادة الاقتصادية للمملكة. وأشار إلى أن المنتدى يضم أكثر من 20 خبيرًا وباحثًا في مجالات تكنولوجيا الماء والفلاحة الحديثة، لتدارس حلول علمية وميدانية كفيلة بمواجهة ندرة المياه وتكرار مواسم الجفاف.
واعتبر إدريس بوتي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة سوس ماسة، أن تنظيم المنتدى بأكادير يعكس الاعتراف بدينامية هذه الجهة في مجال الابتكار البيئي والفلاحي، خصوصًا في ظل المشاريع الكبرى لتحلية مياه البحر، التي أصبحت رافعة أساسية لضمان الأمن المائي. من جانبه، استعرض عبد الغني بوعيشي، نائب رئيس جماعة أكادير، جهود الجماعة في إعادة استخدام المياه العادمة المعالجة، التي تُوظّف في سقي 90 في المئة من المساحات الخضراء، والتي تضاعفت من 175 إلى 400 هكتار، مع طموح لبلوغ 600 هكتار قريبًا، في إطار رؤية بيئية تهدف إلى الرفع من حصة الفرد من المساحات الخضراء تماشيًا مع المعدلات الوطنية.
وفي السياق ذاته، شدد سعيد ضور، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بسوس ماسة، على التزام الجهة بتجسيد الرؤية الملكية في مجال الحكامة المائية، من خلال الاستثمار في مشاريع تحلية المياه لتأمين احتياجات المستقبل. واعتبر إدريس الصالحي، رئيس الغرفة الفلاحية الجهوية، أن سوس ماسة أصبحت نموذجًا وطنيًا يحتذى به في مجال تدبير المياه، خاصة عبر المشاريع الرائدة بتزنيت وتارودانت ومناطق أخرى، التي تضع مسألة الماء في صميم الأولويات التنموية.
توزع برنامج المنتدى على أربع جلسات رئيسية ناقشت مواضيع الفلاحة الذكية والري المبتكر، والموارد المائية غير التقليدية، والسيادة الغذائية، ودور البحث العلمي والتكوين في دعم التحول الأخضر. وقد شكّل الحدث منصة استراتيجية لربط النقاش العلمي بالواقع الميداني، وإطلاق تفكير جماعي حول نموذج مغربي متجدد في تدبير الماء والفلاحة، يستند إلى الابتكار والحكامة البيئية ويستشرف مستقبلًا أخضر يضمن الأمن المائي والغذائي.
ويندرج هذا المنتدى في إطار الرؤية الملكية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وضمن برنامج “الجيل الأخضر 2020–2030″، الذي يسعى إلى جعل التحديات المناخية فرصة لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة، من خلال تعبئة الذكاء الجماعي وتثمين الموارد المحلية والرهان على الابتكار.