في ظل نظرة مجتمعية تحتفي بالجرأة، يواجه الأشخاص الخجولون تحديات كبيرة، ويجدون أنفسهم أحيانًا مهمّشين. يرى خبراء التواصل أن هذا الشعور بالإقصاء ليس قدراً، بل هو نتاج عوامل تربوية واجتماعية.
وفقًا للخبير في التواصل والإعلام، محمد ودغيري الإدريسي، فإن الخجل ليس سمة فطرية، بل هو نتاج تراكمات تبدأ في مرحلة الطفولة، حيث تؤثر البيئة المحيطة في تكوين شخصية الطفل. فالنشأة في بيئة تعتمد النقد وتقلل من قيمة التعبير، تزرع بذور الخجل.
وأشار الإدريسي إلى أن الخجل ليس حالة دائمة، ويمكن التغلب عليه من خلال التواصل والممارسة. كل محاولة للتعبير، مهما كانت بسيطة، تُعدّ خطوة نحو بناء الثقة بالنفس. وأكد أن لغة الجسد تلعب دورًا محوريًا في إيصال رسائل إيجابية، فالوقفة الواثقة والنظرة المباشرة تعززان الثقة.
بالنسبة للعلاج، يرى الإدريسي أن الإرادة والعزيمة هما الأساس. الإيمان بالذات والاعتراف بالأخطاء جزء من رحلة التعلم. وختم بالتأكيد على أن التواصل مهارة مكتسبة، تُبنى عبر التجربة والانفتاح على الآخرين، وشدد على أهمية مواجهة المواقف والتعبير عن الذات.
