الدعوة بالرباط إلى تشجيع تصدير الصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية

حجم الخط:

هبة بريس

دعا مشاركون في جلسة نقاش نظمت، اليوم الجمعة بالرباط، إلى تعزيز العمل المشترك لتشجيع تصدير الصناعات الثقافية والإبداعية الإفريقية على الصعيد القاري والدولي.

وأبرز المتدخلون، خلال هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار “تصدير الصناعات الثقافية الإفريقية.. كيف يمكن الانتقال من مبادرات متفرقة إلى استراتيجية قارية”، في إطار الدورة الثالثة للمنتدى المغربي للصناعات الثقافية والإبداعية، أن هذه الصناعات تحظى بإمكانات هامة للتنمية الاقتصادية وتشكل موردا للثروة بالنسبة للبلدان الإفريقية، ومن هنا تأتي أهمية إحداث إطار عمل إفريقي مشترك لتشجيعها وتصدريها.

وشددوا، في هذا الإطار، على أهمية منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية، داعين إلى إطلاق مبادرات مشتركة أخرى تعمل على تيسير تسويق الصناعات الثقافية والإبداعية داخل إفريقيا وعلى المستوى الدولي.

كما سلطوا الضوء على ضرورة وضع استراتيجية وطنية لتصدير الصناعات الثقافية والإبداعية الخاصة بكل بلد، بالإضافة إلى استراتيجية قارية تهيكل فيها هذه الصناعات للتصدير، لافتين إلى أنه ينبغي دمج هذه الصناعات في اقتصادات البلدان.

وأشار المشاركون أيضا إلى أن دينامية الإندماج والتعاون الإفريقي ضرورة ملحة لتعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية، مبرزين أن على البلدان الإفريقية تحقيق الترابط بينها والعمل على هيكلة الأسواق على المستوى القاري ثم الدولي.

وسجل المتدخلون أهمية إرساء مشاريع مشتركة وإحداث شبكة تواصل بين رواد الأعمال والمصدرين خلال المهرجانات الفنية والثقافية القارية والدولية لبروز منظومات إفريقية إبداعية وشبكة قوية لتصدير الأعمال الثقافية الإفريقية.

من جهة أخرى، أكد المشاركون أن قدرة المنتجات الإفريقية على التميز والإبداع في الموضة، والفن، والسينما، والموسيقى وغيرها من المجالات، وتثمين المهارات الثقافية الإفريقية، مفاتيح نجاح كل عملية تصدير سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

وبهذه المناسبة، لم يفت المتدخلين التأكيد على المكانة التي يحظى بها السرد القصصي في عملية تسويق المهارات والثقافة الإفريقية على الأسواق الدولية، داعين إلى تثمين الحرف التقليدية والمعلمين الحرفيين الأفارقة، وإحداث علامة تجارية قوية على الصعيد الإفريقي، أو علامة موحدة، وضمان جودة لا غبار عليها للمنتج الإفريقي للولوج إلى السوق الدولي “بشكل قوي”.

ولتحقيق ذلك، أبرز المتدخلون الدور الحاسم للمواكبة الميدانية وتمويل المقاولات الإفريقية النشطة في القطاع الثقافي الراغبة في التصدير دوليا، داعين الدول إلى ضمان حرية تنقل البضائع والأشخاص في القارة، نظرا لتكاليف النقل الباهضة والإجراءات العديدة للحصول على التأشيرة.

وتوفر فعاليات الدورة الثالثة للمنتدى المغربي للصناعات الثقافية والإبداعية، المنظمة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، إلى غاية 14 دجنبر الجاري، للمشاركين منصة للتفكير وتبادل الخبرات والتشبيك، عبر نقاشات وموائد مستديرة وورشات تطبيقية وفضاءات مهنية، كما تسلط الضوء على المبادرات المبتكرة واستكشاف سبل التعاون، وكذا الاستفادة من نصائح عملية لتطوير مشاريعهم.