شهدت مدينة آسفي فيضانات مدمرة وصفت بالأسوأ منذ عقود، أودت بحياة العشرات وتسببت في خسائر مادية كبيرة، مما أعاد إلى الواجهة تساؤلات حول مدى استعداد المدينة لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وفي سياق متصل، استضافت “هبة بريس” الباحث في الجغرافيا البيئية وتدبير الكوارث الطبيعية، بوشعيب نجم الدين، للحديث عن أسباب الفيضانات وتداعياتها. وأشار الباحث إلى أن اسم “واد الشعبة” ارتبط بتاريخ المدينة، مذكراً بأنه مجرى مائي يمر بها.
وأكد نجم الدين أن ما حدث في آسفي لا يمكن اختزاله في مجرد “تقلب جوي استثنائي”، مشيراً إلى أن الخطر كان معروفاً مسبقاً. وأضاف أن “واد الشعبة” يعود إلى الذاكرة الشعبية والأرشيف الرسمي للمدينة، خاصة المدينة القديمة التي كانت دائماً النقطة الأكثر هشاشة، لافتاً إلى أن المدينة شهدت فيضانات مدمرة في سنوات سابقة.
واستعرض نجم الدين الاستراتيجيات المتبعة لتدبير الكوارث الطبيعية، والتي تعتمد على إجراءات هيكلية وغير هيكلية. وتضمنت الإجراءات الهيكلية بناء وتوسيع المنشآت، وتحسين شبكات الصرف. أما الإجراءات غير الهيكلية فتركز على تخطيط استخدام الأراضي، والرصد والإنذار المبكر، وخطط الاستجابة للطوارئ، مؤكداً أن تبني مقاربة مندمجة هو الأساس لحماية الأرواح والممتلكات.
