في خطوة غير مسبوقة.. وفد برلماني من حلف “الناتو” يزور مليلية المحتلة

في خطوة غير مسبوقة.. وفد برلماني من حلف “الناتو” يزور مليلية المحتلة
حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

تزور بعثة من الجمعية البرلمانية لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي تضم نوابا من 32 دولة عضو، مدينة مليلية المحتلة التي تقع خارج المظلة الدفاعية للحلف، لأول مرة في التاريخ، وذلك نهاية شهر شتنبر الجاري.

وكشفت جريدة “elpais” الإسبانية، أن الزيارة التي ستجري بين 24 و27 شتنبر وتشمل مدريد والمدينة الواقعة في شمال إفريقيا، مضيفةً أن خمسين نائبا من 17 بلدا سيصلون الأربعاء إلى العاصمة الإسبانية، حيث سيعقدون لقاءات مع كبار المسؤولين الإسبان، قبل أن يتوجهوا إلى مدينة مليلية المحتلة.

واعتبرت الجريدة الإسبانية، أن هذا الجزء من الزيارة هو “الأبرز”، إذ إن الوفد سيقيم لـ 48 ساعة في مليلية المحتلة يومي الجمعة والسبت، حيث سيلتقي مع رئيس الحكومة المحلي خوان خوسي إيمبرودا، وممثلة الحكومة المركزية صابرينا مو، والقائد العام للمدينة، الجنرال لويس كورتيس، فضلا عن مسؤولي الشرطة الوطنية والحرس المدني.

وذكرت الجريدة أن الوفد سيزور المركز المؤقت لإيواء المهاجرين (CETI) الذي يعاني من اكتظاظ كبير، حيث يأوي أكثر من 700 شخص رغم أن سعته الرسمية 512 فقط، بالإضافة إلى ميدان الرماية في “روستروغوردو” لمتابعة عرض للأسلحة ومناورة لوحدات من الجيش، حسب “إلباييس”.

وقالت الجريدة الإسبانية، إن الزيارة جاءت بمبادرة من السيناتور عن الحزب الشعبي فرناندو غوتيريث دياز دي أوتاثو، الجنرال المتقاعد والقائد العام السابق لمليلية، والذي يترأس المجموعة الخاصة بالمتوسط والشرق الأدنى في الجمعية البرلمانية لـ”الناتو”، ويشغل منذ الربيع الماضي منصب نائب رئيس الجمعية.

ومن المنتظر، حسب “إلباييس”، أن يشارك في الزيارة نواب من بريطانيا وتركيا وفرنسا وإيطاليا واليونان والمجر والتشيك وسلوفاكيا والنرويج ورومانيا وفنلندا وبولندا والبرتغال والسويد ولوكسمبورغ، إلى جانب عشرة نواب وشيوخ من الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي الإسباني.

وقال غوتيريث في تصريح لـ”إلباييس”، إن فكرة الزيارة تعود لـ”أكثر من عام بمبادرة من برلمانيين من دول عدة، وأنها حظيت بموافقة الكونغرس ومجلس الشيوخ بعد استشارة الحكومة، التي لم تعترض بل ستشارك بفعالية عبر أربع وزارات: الخارجية والدفاع والداخلية والهجرة”.

وبخصوص إمكانية تسبب الزيارة في أزمة مع المغرب، أوضح السيناتور أن وفوداً برلمانية من الاتحاد الأوروبي سبق أن زارت المدينة المحتلة دون مشاكل، مؤكداً أن برنامج الزيارة يركز على “تحليل تدفقات الهجرة، وسياسة الدفاع الإسبانية بالتعاون مع الناتو، والعلاقات مع الجوار الجنوبي، ومكافحة الإرهاب”.

واسترسل السيناتور عن الحزب الشعبي والجنرال المتقاعد، أنه “لا يوجد أي سبب لأن ينزعج المغرب”، مؤكداً أن إسبانيا تحافظ “على أفضل علاقات الصداقة والتعاون مع جيراننا”.

جدير بالذكر أن مدينتي سبتة ومليلية، تقعان خارج نطاق معاهدة واشنطن لسنة 1949، التي استثنت الأراضي الإفريقية بحكم أن الجزائر وقتها كانت مستعمرة فرنسية، إلا أن صحيفة “إلباييس”، ترى أن “المفهوم الاستراتيجي” الذي أقر في قمة مدريد 2022، نص على أن مهام “الناتو” الدفاع عن “سيادة ووحدة أراضي” الدول الأعضاء دون تحديد الجغرافيا.