الكاتب: بن عدي ياسين – صحفي متدرب
إقليم أزيلال يعيش منذ سنوات على وقع مشاريع “الجمعيات” و”المبادرة الوطنية للتنمية البشرية”، لكن ما يطفو على السطح يثير الكثير من علامات الاستفهام. المسؤولون يتعاقبون، والعُمال يأتون ويغادرون، وبين الأكل والشرب والتقاط الصور مع الجمعيات “المقرّبة”، لا شيء يتغير على أرض الواقع.
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، كان الهدف منها إحداث نهضة اجتماعية وتنموية حقيقية، لكن ما تحقق بأزيلال لا يرقى إلى حجم الطموح ولا يلامس أبسط حاجيات السكان. مشاريع فارغة، أنشطة شكلية، تكوينات وندوات لا يتعدى أثرها قاعات الفنادق، حفلات شاي وغداء وتنقلات، بينما تبقى الساكنة محرومة من أبسط الحقوق الأساسية.
الواقع اليوم يفرض فتح تحقيق شامل حول مصير هذا الورش الملكي بالإقليم منذ انطلاقه إلى حدود الساعة. أين ذهبت الملايير؟ من يستفيد من الدعم؟ ولماذا يُحتكر توزيع المشاريع بين نفس الجمعيات والمعارف؟ أين هي الشفافية؟ أين هي الرقابة؟
يا أيها المسؤول، يا أيها الصحفي، يا أيها الجمعوي والسياسي: من أين لك هذا؟ من أين لك الجرأة على المتاجرة في آمال الناس باسم التنمية؟
الساكنة اليوم لم تعد تصمت. المسيرات والاحتجاجات التي يعرفها الإقليم تعكس حجم الغضب من هذا “الاغتصاب التنموي” الذي حوّل المبادرة الوطنية إلى ريع تستفيد منه أقلية على حساب الأغلبية.
رسالة صريحة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله: نحن في أمسّ الحاجة إلى وقفة حقيقية، إلى محاسبة شجاعة، وإلى فتح ملفات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم أزيلال، لمعرفة ما تحقق فعلياً وما بقي مجرد شعارات وصور تذكارية.
التنمية ليست حفلات شاي، ولا ندوات للاستهلاك الإعلامي. التنمية هي مدارس، مستشفيات، طرقات، ومشاريع مدرّة للدخل تعطي الأمل لشباب الإقليم.