هبة بريس – شفيق عنوري
أصدر القائد الإسباني إميليو خوسيه آرياس أوتيرو، المحلل في هيئة الأركان العامة، تقريراً يحذر فيه من مخاطر فقدان إسبانيا موقعها الاستراتيجي في المنطقة الأطلسية والمتوسطية نتيجة تصاعد القدرات العسكرية المغربية واستراتيجياته الهجينة.
وأشار التقرير الذي أورد تفاصيله موقع “cronista”، إلى أن موقف مدريد الحالي يُعد تفاعلياً أكثر من كونه استباقياً، ما قد يفتح المجال لتصاعد التوترات مع الرباط في المستقبل، متابعاً أن إسبانيا بحاجة إلى تعزيز سياساتها الدفاعية لمواجهة هذه التحديات.
وزعم القائد الإسباني في تقريره أن المغرب يعتمد على مزيج من الاستراتيجيات غير المباشرة للضغط على إسبانيا، مثل أزمات الهجرة، والإغلاق الأحادي للحدود التجارية لمليلية المحتلة في 2018، إضافة إلى ما أسماه بـ”حملات التضليل والتجسس” وهي ادعاءات لا أساس لها من الصحة، حسب تأكيد الرباط سابقا.
وحذر تقرير أرياس أوتيرو من أن زيادة الميزانية العسكرية المغربية بشكل مستمر، مع احتمال شراء طائرات F-35، قد يعزز تفوق الرباط التكنولوجي ويعيد رسم التوازن الإقليمي، ما يضع إسبانيا في موقف حرج أمام أي تصعيد محتمل، حسب تعبيره.
وانتقد القائد الإسباني أيضاً سياسة مدريد في دعم خطة الحكم الذاتي المغربي للصحراء، من منطلق أنها “لم تحدد حدود مطالب الرباط، ما قد يزيد من مخاطر الاستغلال في المستقبل”، حسب زعمه، مبرزاً أن سبتة ومليلية تعتبران “نقطة ضعف استراتيجية”.
وأوضح التقرير أن المدينتين “لا تخضعان للمادة الخامسة في اتفاقية حلف الناتو التي تضمن الدفاع الجماعي”، وبالتالي فإن أي “عدوان”، وفق قوله “قد يترك إسبانيا تعتمد فقط على المادة الرابعة، التي تسمح بالمشاورات لكنها لا تضمن الدعم العسكري الفوري”.
وكرّر آرياس أوتيرو في تقريره المزاعم التي سبق لمرصد سبتة ومليلية أن أطلقها سابقا، بشأن “الاستراتيجيات المغربية المختلطة”، معتبراً أن الأخيرة “تجعل من الضروري إعادة تقييم السياسات الإسبانية وتعزيز الجاهزية العسكرية والدبلوماسية لتجنب أي خسارة استراتيجية محتملة في المنطقة”.
ويرى مراقبون أن تقرير أوتيرو بعيد جداً عن الواقع الذي يؤكد أن الشراكة بين المغرب وإسبانيا تمر بأفضل مراحلها التاريخية، إلى جانب أن احتمال اندلاع نزاع عسكري أمر شبه مستحيل في ظل تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين، اللذان حرصا على حل كافة الخلافات عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية.