هبة بريس – أحمد المساعد
تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تستعد مدينة وجدة لاحتضان الدورة الثامنة من “مهرجان البلوزة”، في الفترة الممتدة من 15 إلى 18 أكتوبر الجاري بمسرح محمد السادس. ويأتي المهرجان هذا العام بشعار “لبلوزة وإفريقيا نسيج من التاريخ”، مؤكدًا تحوله من احتفاء محلي إلى منصة ذات بعد إفريقي عميق.
الفعالية، التي تنظمها الجمعية الشرقية للتنمية بشراكة مع كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تهدف إلى تسليط الضوء على الروابط الجمالية والتاريخية المشتركة بين الزي التقليدي لجهة الشرق (البلوزة) والعمق الإفريقي للمملكة. وتُعد هذه التظاهرة رسالة دبلوماسية ناعمة، تعكس الرؤية الملكية السامية الداعية إلى تعزيز الانفتاح على القارة السمراء، وترسيخ مكانة البلوزة كرمز استراتيجي وروحاني في فضاء القارة.
وتماشيًا مع برامج وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الرامية إلى استدامة التراث الثقافي اللامادي وحماية مهارات الحرفيين من الاندثار، وضعت الجمعية المنظمة برنامجًا غنيًا ومتنوعًا.
كما يبرز في البرنامج تنظيم ماستر كلاس متقدم، سيؤطره مصمم الأزياء الفرنسي الشهير ديميتري بتيت فينسون، بالتعاون مع خريجات برنامج “الكنوز الحرفية المغربية”. وستركز الورشة على تقنيات التطريز والترصيع بالخرز، سعيًا لمزج التقنيات التقليدية بلمسة أوروبية معاصرة، وذلك بالمعهد الفرنسي بوجدة.
أكاديميون وخبراء يثرون النقاش الثقافي، ويشمل المهرجان كذلك عروضًا فلكلورية محلية وإفريقية، وندوة ثقافية أكاديمية محورية بعنوان “البلوزة وإفريقيا نسيج من التاريخ”، يشارك فيها نخبة من الأكاديميين وخبراء التراث، منهم:
– الدكتور هشام كزوط: ببحث بعنوان “قراءة في البعد السوسيولوجي في الهوية والوظيفة”.
– الأستاذة سليمة فرجي: بورقة بحثية حول “المرافعة عن التراث حماية الهوية واستدامة الإبداع”.
– لطيفة الداودي: رئيسة مصلحة دعم الحرف بالمديرية الجهوية للصناعة التقليدية بجهة الشرق، بمداخلة تركز على “البلوزة الوجدية في صميم اهتمامات الوزارة الوصية”.
– الدكتور مصطفى المريط: بتحليل بعنوان “الأشكال والألوان بين المحلي والإفريقي”.
وتتوج فعاليات المهرجان بسهرة فنية ضخمة وعروض أزياء كبرى للبلوزة الوجدية والزي الإفريقي. وتشارك في هذه العروض نخبة من مصممي الأزياء من دول إفريقية متعددة تشمل بوركينا فاسو، جزر القمر، غينيا، تشاد، السنغال، النيجر، ومالي. ويُنتظر أن تكون هذه الليلة، التي تتألق فيها البلوزة إلى جانب وقار الحايك والزي الإفريقي، احتفاءً بالعراقة والتراث اللامادي، وخطوة نحو تدويل الإبداع المغربي الإفريقي.