هبة بريس – أحمد المساعد
انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية الرقمنة، تُعد سناء إفاش، رائدة الأعمال والمديرة التنفيذية، نموذجا للمرأة المغربية التي تبني جسورا بين فرنسا والمغرب، مستفيدة من خبرتها الميدانية ورؤيتها الاستراتيجية لتعزيز الإدماج والتنمية.
ولدت سناء إفاش في نانسي بفرنسا عام 1973، وتنحدر من أصول عائلية من وجدة والناظور بالمنطقة الشرقية في المغرب. هذا الارتباط المزدوج أسس لديها فهماً عميقاً للتحديات والفرص بين الضفتين. بعد حصولها على دبلوم في الآداب واللغات الأجنبية من جامعة بول فاليري بمونبلييه، عززت مسارها الأكاديمي بماستر في الإدارة الاستراتيجية من مدرسة E.M ليون، وماجستير تنفيذي في إدارة الأعمال (MBA) من السوربون.
لأكثر من 20 عاماً، كرّست إفاش مسيرتها المهنية كمسؤولة تجارية عن الأسواق الدولية، متخصصة في دعم التحول الرقمي للمناطق وتبني التقنيات الجديدة. هذه الخبرة العملية، المتشابكة مع التزامها المبكر بالنقابات والمنظمات السياسية والجمعوية، جعلتها نصيراً قوياً لرقمنة شاملة ودامجة في خدمة الجميع.
أسست سناء إفاش في عام 2020 مبادرة ITVille، بدعم من برونو بونيل، بهدف تعزيز الإدماج في المناطق والأحياء الشعبية.
وفي عام 2023، أطلقت في المغرب شركتها SIYA ACT، وهي متخصصة في مرافقة المستثمرين وتطوير المشاريع التكنولوجية في إفريقيا، لتكون بذلك منصة للتعاون الدولي والتنمية المشتركة.
وتجسيداً لالتزامها تجاه الشباب المغربي، أطلقت في عام 2025 مبادرة KIFFACH: Impact Around Morocco (IAM)، وهي جولة وطنية تهدف إلى تشجيع الولوج إلى الرقمية، ريادة الأعمال، والابتكار بين الشباب.
كما تعتبر سفيرة للإشعاع وداعمة للمرأة بصفتها شريكة في منصات إعلامية وتلفزيونية مثل “Ça va Connecter” و “Let’s Connect Africa”، تساهم سناء إيفاح في تسليط الضوء على قصص رواد الأعمال، مبادرات الجالية (الدياسبورا)، والمشاريع التي تحدث تحولاً إيجابياً.
ومنذ مايو 2025، تشغل سناء إفاش منصب سفيرة لجهة الداخلة وادي الذهب، حيث تعمل على إبراز المواهب الناشئة والمساهمة في الإشعاع الدولي للجهة من خلال الشراكات، التعليم الرقمي، والدعم المستمر لريادة الأعمال النسائية.
كما أنها ناشطة ومتطوعة في منظمة “مغاربة مقاولون” (Maroc Entrepreneurs) منذ يناير 2025، وتولي اهتماما خاصا لمبادرات الجالية المغربية، مع تركيز مكثف على دعم النساء والشباب في وضعيات العزلة.
اليوم، يتجلى مبادرات سناء إفاش في سعيها لجعل المغرب مركزا إقليميا لا غنى عنه للاستثمار والابتكار في إفريقيا، وبناء جسور واضحة بين القارتين، تضمن أن كل مشروع بين فرنسا والمغرب هو رافعة للتنمية المشتركة والشاملة.