هبة بريس-مالقا- فكري ولد علي
تستعد مدينة مالقة الإسبانية هذا الأسبوع لاحتضان النسخة السابعة من المؤتمر الوطني لمكافحة الإسلاموفوبيا، في مبادرة تقودها الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين بشراكة مع وزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية.
ويُنتظر أن تتحول كلية علوم التربية يومي 21 و22 أكتوبر إلى منصة مفتوحة للنقاش العلمي والمجتمعي حول ظاهرة الكراهية ضد المسلمين في أوروبا، بمشاركة واسعة تضم خبراء من مجالات القانون والإعلام والتربية وعلم الاجتماع.
ويأتي تنظيم المؤتمر بعد مسار طويل من الأنشطة الميدانية والتوعوية التي غطّت أزيد من عشرين مدينة وقرية في الأندلس وكتالونيا ومدريد ومورسيا وفالينسيا، واستهدفت موظفي الإدارات العمومية والتلاميذ على حد سواء.
ويسعى المنظمون، من خلال هذا الحدث، إلى بلورة رؤية جماعية لمواجهة الإسلاموفوبيا، وتطوير خطاب بديل يقوم على قيم التعدد والتعايش والمواطنة المشتركة.
وتشمل برمجة المؤتمر تسعة محاور كبرى تتناول الظاهرة من زوايا مختلفة، من أبرزها: التمييز في المؤسسات التعليمية، وتمثلات الإسلام في الإعلام الإسباني، والإسلاموفوبيا في المجال القانوني، إضافة إلى تأثيراتها النفسية والاجتماعية.
كما يتخلل اللقاء تقديم شهادات مباشرة من ضحايا الكراهية الدينية، وتنظيم ورشات عمل وموائد مستديرة تجمع بين الباحثين والفاعلين المدنيين وممثلي المؤسسات الرسمية، مع إمكانية المشاركة عن بُعد عبر منصة “زوم”.
ويُنتظر أن تفتتح الجلسة الرسمية بكلمات كلّ من أحمد خليفة، رئيس الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والحكومة المستقلة لجهة الأندلس ومجلس مدينة مالقة.
وتُسجّل الدورة حضورًا مؤسساتيًا ومجتمعيًا لافتًا، إذ فاق عدد المسجلين 700 مشارك، إلى جانب خمسٍ وخمسين إدارة عمومية وتسع عشرة جامعة وستٍ وسبعين جمعية مدنية وثلاث وسائل إعلام وطنية، وهو رقم يعكس حجم الاهتمام الإسباني المتنامي بالموضوع.
ووفق تقرير وزارة الداخلية الإسبانية لسنة 2024، تم تسجيل 1955 حادثة كراهية، من بينها 804 حوادث ذات طابع عنصري ومعادٍ للأجانب.
كما كشفت دراسة حديثة للجمعية المغربية لإدماج المهاجرين أن ما يقارب نصف المسلمين في إسبانيا تعرضوا لاعتداءات أو ممارسات تمييزية، لكن 6% فقط تقدموا بشكاوى رسمية.
أرقام تضع مكافحة الإسلاموفوبيا في صدارة التحديات المطروحة أمام إسبانيا اليوم، وتؤكد الحاجة إلى تعاون أوسع بين المؤسسات والمجتمع المدني لمواجهة خطاب الكراهية وحماية التعايش داخل المجتمع الإسباني المتعدد الثقافات.