كلميم.. جزارو حي الفيلا يوقفون العمل احتجاجاً على تدهور وضع المجزرة

حجم الخط:

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

يستمر الغضب بين جزارين حي الفيلا بمدينة كلميم لليوم الثاني على التوالي، بعد قرارهم الجماعي تعليق العمل داخل المجزرة المحلية احتجاجاً على ما وصفوه بـ”الظروف غير الإنسانية” و”البيئة الملوثة” التي تُمارس فيها عمليات الذبح.

فالمجزرة، التي تُعد الوحيدة في هذا الحي، باتت وفق المهنيين غير صالحة للاستعمال بسبب غياب أدنى شروط النظافة والسلامة الصحية، سواء بالنسبة للعاملين أو الساكنة المجاورة. وقد أدى هذا الوضع إلى توقف النشاط التجاري لعشرات الجزارين، ما اضطر المواطنين للبحث عن خدمات الذبح في أحياء بعيدة، الأمر الذي يثقل كاهلهم بتكاليف إضافية.

ورغم أن مشروع بناء مجزرة جديدة بمدينة كلميم مُدرج منذ أكثر من 13 عامًا، إلا أن الملف ما زال يراوح مكانه، وسط تساؤلات عن أسباب التعثر، خاصة وأن مصادر محلية تؤكد توفر الاعتمادات المالية والعقار المخصص للمشروع منذ مدة طويلة.

الجزارون يؤكدون أن استمرار العمل داخل المجزرة الحالية يُشكل خطرًا حقيقيًا على الصحة العامة، بسبب تراكم النفايات الحيوانية وتسرّب المياه العادمة في غياب أنظمة صرف صحي ملائمة. كما حملوا السلطات المحلية والمجلس الجماعي مسؤولية “الإهمال الممنهج” الذي طال هذا المرفق الحيوي، داعين إلى تدخل عاجل لتفعيل المشروع الجديد ورفع الضرر عنهم وعن الساكنة.

ويبقى السؤال المطروح اليوم في كلميم: هل يتعلّق التأخير بتعقيدات إدارية وتقنية، أم أن وراءه تلاعبات خفية في ملف الدراسة والتنفيذ؟.

إلى حين ظهور الإجابات، يواصل الجزارون احتجاجهم في صمت، فيما تزداد معاناة المواطنين الباحثين عن لحوم تُذبح في ظروف تحفظ كرامة الإنسان والحيوان على حد سواء.