توفي صباح اليوم السبت مستخدم يعمل كـ”جمايري” بأحد الملاهي الشهيرة بشارع مولاي رشيد في مقاطعة كليز بمراكش، متأثراً بحروق بليغة أصيب بها إثر إقدامه قبل أيام على إضرام النار في جسده، احتجاجاً على طرده من العمل. وقد فارق الحياة بمستشفى الرازي التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، بعد صراع قصير مع الموت.
الحادث المأساوي جاء في سياق الحملات الأمنية المكثفة التي باشرتها ولاية أمن مراكش ضد مقاهي النرجيلة، والتي أسفرت عن إغلاق العشرات منها وتسريح المئات من العاملين في هذا القطاع، ما تسبب في أزمة اجتماعية خانقة كان أول ضحاياها فقدان حياة هذا العامل.
ووفق المعطيات المتوفرة فإن الهالك كان المعيل الرئيسي لأسرته، قبل أن يجد نفسه رفقة أبنائه في الشارع عقب طرده من الملهى، في وقت عجز فيه صاحب المؤسسة عن أداء أجور المستخدمين بسبب الإغلاق المتكرر والحملات المستمرة.
وتطرح هذه الواقعة المؤلمة تساؤلات ملحّة حول مدى استعداد السلطات المعنية للتدخل العاجل من أجل إيجاد حلول واقعية تنقذ آلاف العاملين بمقاهي النرجيلة من شبح البطالة والتشرد، وتقيهم من الانزلاق نحو خيارات مأساوية كالانتحار.