إيطاليا تجد بديلا للغاز الجزائري تمهيدا للاعتراف بمغربية الصحراء

حجم الخط:

هبة بريس – شفيق عنوري

وجدت إيطاليا بديلا للغاز الجزائري في إطار مساعيها للبحث عن التحرر من قيود “قصر المرادية” لمنح نفسها حرية أكبر في اتخاذ قراراتها الاستراتيجية دون الخوف من التبعات الجيوسياسية.

جاء ذلك بعد إعلان شركة “إديسون” الإيطالية عن توقيع اتفاقية جديدة مع شركة “شل” الدولية لشراء الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، في إطار مساعيها لتنويع مصادرها لتأمين الإمدادات و”تقليل المخاطر الجيوسياسية”.

وقالت الشركة إن خطوتها تهدف لـ”تنويع مصادر الإمدادات وزيادة مرونة المحفظة طويلة الأمد”، علما أن كمية الغاز المستورد من الولايات المتحدة لن تغطي كامل واردات الجزائر، لكنها ستمنح روما أولى الخطوات نحو تحقيق توازن مصادر الطاقة الإيطالية.

وكان فابيو دوبيني، نائب الرئيس التنفيذي لإدارة وتحسين محفظة الغاز والطاقة في شركة “إديسون” قد قال إن “فتح هذه القناة الثانية من الولايات المتحدة يشكل خطوة إضافية ضمن استراتيجيتنا الصناعية، بهدف زيادة أمن الإمدادات في البلاد وتعزيز القدرة التنافسية والمرونة لمحفظتنا طويلة الأجل”.

وأوضح دوبيني أن “هدفنا الاستمرار في التنويع كما فعلنا دائمًا، من خلال فتح مسارات جديدة، ما مكننا من المساهمة في أمن الطاقة الوطني، وتقديم استجابات سريعة خلال أوقات الأزمات، بفضل العلاقات المتينة التي بنيناها مع البائعين عبر السنوات”.

وأكد المسؤول نفسه في تصريحه الذي نشرته الشركة على موقعها الرسمي ضمن بيان إعلان الاتفاق: “نطمح للحفاظ على حصة لا تقل عن 20% من السوق الإيطالية بحلول 2030، مع بناء محفظة قادرة على تكييف الإمدادات بسرعة مع متطلبات الأسواق والعملاء الدوليين، مع تقليل المخاطر الجيوسياسية المصاحبة”.

وأثار بيان الشركة الكثير من التساؤلات بخصوص توقيته الذي يتزامن مع دعم العديد من الدول الأوروبية للمغرب في نزاع الصحراء، وهو ما جرّ عليها غضب الجزائر التي توظف في نزاعاتها ورقة الغاز الطبيعي.

وللجزائر سوابق في هذا السياق، إذ هددت في السنوات الماضية بقطع الغاز عن مدريد، في حال قامت بتصدير الغاز المستورد منها إلى المغرب، كما أنها لجأت إلى إيقاف استخدام أنبوب الغاز “المغاربي الأوروبي”، كخطوة “انتقامية” من الرباط، في ظل الخلافات بشأن نزاع الصحراء.

ومنذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض توقع مراقبون أن تتجه إيطاليا التي تتمتع رئيستها جورجا ميلوني بعلاقات مميزة مع واشنطن نحو دعم مغربية الصحراء، غير أن الأمر رُبط بضرورة تخلص روما من إكراهات ارتهان أمنها الطاقي بالجزائر.

وبعد خطوة شركة “إديسون” يتوقع مراقبون أن تتجه إيطاليا في المستقبل القريب نحو الإعلان عن دعمها لمغربية الصحراء، كخطوة تمهد لتعزيز العلاقات الثنائية بين روما والرباط، وتطوير التعاون في مختلف المجالات.