هبة بريس- ع محياوي
يعيش حي الحجرة الكحلة بمركز جماعة أولاد ازباير بإقليم تازة على وقع كارثة بيئية وصحية حقيقية منذ سنوات، بعدما تحوّلت قنوات الصرف الصحي المتعثرة إلى قنابل مائية تنفجر بين الفينة والأخرى، ناشرة سيولاً من المياه العادمة التي غمرت المنازل السفلية والمحلات التجارية.
الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، والبرك السوداء التي تتجمع وسط الأزقة، جعلت الحياة اليومية جحيماً لا يطاق، وأدخلت السكان في دوامة من الأمراض الجلدية والتنفسية، ضحيتها الأولى الأطفال والمسنون. الأخطر من ذلك أن استمرار تسرب المياه الملوثة تحت البنايات يهدد أساساتها بالانهيار في أي لحظة، ما ينذر بكارثة عمرانية فوق الكارثة الصحية.
وفي ظل غياب حلول عملية، تحوّل الحي إلى فضاء موبوء، تتكاثر فيه الحشرات والبعوض، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، حيث تتفاقم المعاناة ويزداد خطر انتشار أمراض معدية خطيرة.
ساكنة الحجرة الكحلة لم تعد تطالب إلا بحقها البسيط في بيئة سليمة ومسكن يحفظ كرامتها، بعيداً عن الروائح العفنة والمياه الآسنة التي حاصرت بيوتها وحوّلت حياتها إلى معاناة يومية.
