هبة بريس – شفيق عنوري
نشر فوج المدفعية المضادة للطائرات التابع للفوج المختلط بالجيش الإسباني المتمركز في مدينة سبتة المحتلة، وحداته المزودة بمدافع مزدوجة من طراز “Oerlikon 35/90” وأنظمة صواريخ “Mistral”، في إطار مناورات عسكرية أطلق عليها اسم “DACE”.
وتأتي هذه التحركات، التي شملت انتشارًا ميدانيًا في عدد من النقاط المحيطة بالمدينة، في سياق تدريبات تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش الإسباني على مواجهة ما يصفه بـ”التهديدات الجوية المحتملة”، والحفاظ على جاهزيته العملياتية في منطقة تعتبر من أكثر المواقع حساسية على الواجهة المتوسطية، لكونها تواجه مباشرة الأراضي المغربية.
ويُعد الفوج المختلط رقم 30، التابع للقيادة العامة لسبتة، القوة الأساسية للدفاع الجوي بالمدينة، وتناط به مهام تأمين المجال الجوي للوحدات الإسبانية المنتشرة في الثغر المحتل، إضافة إلى المشاركة في مهام داخلية وخارجية ضمن منظومة القيادة العامة للمدفعية المضادة للطائرات بإسبانيا.
ويكتسي هذا التحرك أهمية خاصة بالنظر إلى التوتر التاريخي الذي يطبع العلاقات المغربية الإسبانية حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، اللتين يعتبرهما المغرب جزءاً لا يتجزّأ من أراضيه.
كما أن الخطوة تأتي في وقت يواصل فيه المغرب تحديث ترسانته العسكرية وتعزيز دفاعاته الجوية، خاصة عبر اقتناء طائرات مسيّرة وأنظمة دفاع متطورة من شركاء دوليين كتركيا وإسرائيل والولايات المتحدة، ما يفسر، حسب متابعين، سعي مدريد إلى إظهار جاهزيتها باستمرار.
وكانت تقارير إسبانية قد وجهت انتقادات لاذعة لقدرات الجيش، خصوصا بعد تداول مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي؛ من ضمنها فيديو اليوتوبر المغربي “ابن النسناس” وفيديو وصول مراهقين جزائريين لإسبانيا بسهولة، (مقاطع) أظهرت هشاشة كبيرة وسط وحداته، خصوصا في المدن والجزر المحتلة.
