هبة بريس
لا يزال النظام العسكري الجزائري يغرق في مستنقع العزلة الدبلوماسية التي صنعها لنفسه، منذ حادثة إسقاط الطائرة المسيّرة المالية شمال مالي قرب الحدود الجزائرية، وما تبعها من ردود قوية من دول الساحل، خصوصاً بوركينا فاسو والنيجر، ثم مالي التي لجأت إلى محكمة العدل الدولية لرفع شكوى ضد التصرفات العدوانية للجزائر.
وفي محاولة يائسة لتلميع صورة نظامه واستعطاف جيرانه، خرج الرئيس عبد المجيد تبون بخطاب استجدائي أمام القيادات العسكرية الجزائرية خلال زيارته إلى مقر وزارة الدفاع، قائلاً: “مع أشقائنا في الساحل، أتمنى أن يعود الوعي ويصان الجوار، ونتذكر أننا كنا أشقاء في يوم من الأيام، وكنا نساعد بعضنا البعض”. كما حاول تبرير الموقف المتأزم بالقول إن العلاقات مع دول الساحل “لم تصل بعد إلى نقطة اللاعودة”.
غير أن مراقبين اعتبروا هذا الخطاب اعترافاً غير مباشر بفشل السياسة الخارجية للنظام العسكري، الذي وجد نفسه محاصراً إقليمياً بعد خسارته ثقة دول الجوار، وتزايد الأزمات الداخلية داخل المؤسسة العسكرية، خصوصاً بعد فرار الجنرالين ناصر الجن وحسان خارج البلاد.
ويرى ذات المراقبين أن الدعم الروسي المتنامي لرئيس المرحلة الانتقالية في مالي، الجنرال أسيمي غويتا، زاد من ارتباك النظام الجزائري وعمّق عزلته في المنطقة، لاسيما في ظل تدهور علاقاته مع كل من فرنسا والمملكة المغربية، بسبب مواقفه العدائية واستمراره في تغذية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.