في ظل الخطاب الملكي حول العدالة المجالية.. دوار أولاد العادل بجرسيف يعاني العطش والإهمال

حجم الخط:

هبة بريس – محمد بودهان

في ظل التوجيهات السامية الواردة في الخطاب الملكي الأخير، الذي دعا فيه جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى تحقيق العدالة المجالية والاجتماعية، وإعطاء عناية خاصة للمناطق الأكثر هشاشة والنهوض بالخدمات الأساسية في القرى والمناطق الجبلية، تعيش ساكنة دوار أولاد العادل بجماعة أولاد بوريمة، قيادة مزكيتام بإقليم جرسيف وضعًا مقلقًا بسبب الانقطاع التام للماء الصالح للشرب منذ عدة أيام.

فالساكنة، التي تُعد من أكثر الفئات معاناة في المنطقة، تجد نفسها اليوم مضطرة إلى قطع مسافات تتجاوز خمسة كيلومترات من أجل جلب بضع لترات من الماء، في رحلة يومية شاقة تتنافى مع أبسط مقومات العيش الكريم، كما أن الصنبور العمومي الوحيد لا يُفتح سوى مرة واحدة كل يومين، مما يؤدي إلى اكتظاظ كبير وطوابير طويلة من النساء والأطفال الذين ينتظرون لساعات للحصول على حاجتهم من الماء.

هذا الوضع المأساوي يكشف بوضوح عن الاختلالات التنموية التي لا تزال تعاني منها بعض الدواوير بإقليم جرسيف، رغم البرامج الوطنية الكبرى الهادفة إلى تعميم الولوج إلى الماء والكهرباء وفك العزلة، وهو ما يجعل من الضروري، انسجامًا مع روح الخطاب الملكي، تسريع وتيرة التدخلات الميدانية لمعالجة هذه الاختلالات، بما يضمن تمكين المواطنين من حقوقهم الأساسية في الماء والعيش الكريم.

إن معاناة سكان دوار أولاد العادل ليست سوى نموذج مصغر لما تعيشه العديد من المناطق القروية المنسية، وهو ما يتطلب تعبئة جماعية لكل الفاعلين المحليين والمؤسسات المعنية من أجل تنزيل حقيقي لمضامين التوجيهات الملكية السامية التي جعلت من العدالة المجالية ركيزة أساسية لمغرب الإنصاف والتنمية المستدامة.