ضاية عوا إقليم إفران… اللؤلؤة التي جفّت: أين اختفت مياه البحيرة الأشهر في الإقليم؟

حجم الخط:

هبة بريس- ع محياوي

قبل سنوات قليلة فقط، كانت ضاية عوا إحدى أجمل الوجهات الطبيعية في المغرب، لوحة مائية تحيط بها الجبال وغابات الأرز، يقصدها الزوار من كل أنحاء البلاد للاستمتاع بهدوء المكان وصفاء مياهها التي تعكس زرقة السماء.
لكن اليوم، تحولت البحيرة إلى أرض قاحلة، تتشقق تحت أشعة الشمس، بعدما كانت ملاذاً للبط البري ولعشاق الطبيعة. والسؤال الذي يردده الجميع: أين اختفت مياه ضاية عوا؟

مصادر محلية تشير إلى أن التغيرات المناخية لعبت دوراً حاسماً في هذه الكارثة البيئية، فموجات الجفاف المتكررة وتراجع التساقطات المطرية قلّصت من منسوب المياه بشكل غير مسبوق. إلى جانب ذلك، يؤكد بعض الفاعلين البيئيين أن الاستغلال المفرط للمياه الجوفية في المنطقة ساهم بدوره في استنزاف رصيد البحيرة الطبيعي.

لكن القصة لا تتوقف هنا، فاختفاء المياه ضرب السياحة المحلية في الصميم. المطاعم والمقاهي التي كانت تعيش على زوار البحيرة أغلقت أبوابها، وأُصيبت الحركة الاقتصادية في المنطقة بالشلل. أما الساكنة، فتعيش على أمل عودة المياه التي كانت مصدر فخر ورزق.

في المقابل، يدعو نشطاء البيئة والمهتمون إلى تدخل عاجل من السلطات والمجالس المنتخبة، عبر مشروع إنقاذ بيئي حقيقي: إعادة تغذية البحيرة بالمياه، وحماية الفرشة المائية، وإطلاق برامج تشجير واستدامة تعيد الحياة إلى هذه الجوهرة الطبيعية المنسية.

هل يمكن أن تعود ضاية عوا كما كانت يوماً؟
الجواب ما يزال معلقاً بين رحمة السماء وإرادة الإنسان.