هبة بريس ـ الدار البيضاء
في إطار خارطة الطريق السياحية 2023–2026، يستعد المغرب لإطلاق آلية “الزيارات السرية” لأول مرة، كخطوة نوعية و فريدة تهدف إلى تحسين جودة الخدمات الفندقية وتعزيز تنافسية الوجهة المغربية على الساحة الدولية.
و تعتبر هذه الآلية ممارسة معمولا بها في كبريات الوجهات العالمية، حيث يقوم خبراء مستقلون بزيارة مؤسسات سياحية بشكل غير معلن لتقييم جودة الخدمات على أرض الواقع، بعيدا عن أي تحيز أو تدخل.
و يتمحور الهدف الأساسي لهاته المبادرة حول ضمان تجربة سياحية مطابقة للمعايير المعلنة، سواء بالنسبة للزوار الأجانب أو السياح المغاربة.
وقد أثارت هذه الآلية نقاشا واسعا في الفترة الأخيرة، تخللته بعض المغالطات، إذ راج أن الزيارات انطلقت فعليا، بينما و حسب مصادر رسمية فهي لا تزال في مرحلة تحضيرية مخصصة لاختيار الخبراء عبر طلبات عروض عمومية وشفافة.
كما لوحظ أن بعض الأصوات طالبت بالاكتفاء بتقييم رقمي عبر المنصات الإلكترونية، غير أن المسؤولين عن القطاع يؤكدون أن التجربة الميدانية تبقى أكثر مصداقية وموضوعية.
من جهة أخرى، برزت انتقادات حول “الكلفة المرتفعة” للمبادرة، غير أن الأرقام التي استقتها هبة بريس من جهات مسؤولة تكشف عكس ذلك، حيث لا تتجاوز الميزانية المخصصة لها 0,1% من مداخيل السياحة لسنة 2024.
هذا المعطى و حسب عدد من الفاعلين في القطاع السياحي يعتبر استثمارا استراتيجيا في الجودة والثقة، و سينعكس إيجابا على صورة المغرب كوجهة سياحية قادرة على المنافسة و مواكبة متطلبات العصر.
و ستتم عملية تنفيذ مبادرة “الزيارات السرية” بشكل تدريجي ومنضبط، تحت إشراف الشركة المغربية للهندسة السياحية، وبمعايير وضعتها المملكة بشراكة مع منظمة السياحة العالمية.
و استنادا لمعطيات خاصة، فستسفر كل زيارة لوحدة فندقية أو مؤسسة خدماتية في قطاع السياحة عن تقرير مفصل، من شأنه أن يغذي برامج التكوين والمواكبة للمهنيين، مما سيخلق دينامية متجددة في القطاع.
و عموما، تبقى “الزيارات السرية” آلية موجهة أساسا لخدمة السائح، لضمان أن كل درهم يصرف يقابله مستوى خدمة حقيقي وملموس، وبذلك يضع المغرب الجودة في صميم عرضه السياحي، ويستجيب بشكل مباشر لتطلعات المسافرين الباحثين عن تجربة مميزة وموثوقة.