تاونات بين الانتظارات والتحديات.. دعوة لمراجعة الأوراق

حجم الخط:

هبة بريس- تاونات

رغم بعض المستجدات التي عرفها إقليم تاونات، إلا أن المشاكل البنيوية ما تزال ترخي بظلالها على حياة الساكنة، وهو ما يفرض، أكثر من أي وقت مضى، مراجعة جذرية في أسلوب التدبير والتواصل مع المواطنين.

اللقاء الذي تم مع عامل إقليم تاونات خلال الفترة الأخيرة مع الساكنة المحتجة في مسيرة نحو فاس شكل فرصة لتشخيص واقع الإقليم وملامسة بعض الملفات العالقة، غير أن حجم الانتظارات يظل أكبر بكثير من المبادرات الظرفية.

فالساكنة تطمح إلى رؤية واضحة المعالم، قادرة على معالجة التحديات المزمنة التي تعاني منها المنطقة، وعلى رأسها ضعف البنيات التحتية، محدودية الاستثمار، وتعثر بعض المشاريع الاجتماعية والتنموية وغياب المنتخبون الذين ينوبون عن الساكنة بقبةالبرلمان.

المطلوب اليوم هو عامل ميداني قريب من هموم المواطنين، قادر على الاستماع والتفاعل الفعلي مع مشاكلهم اليومية، وعلى تفعيل الحكامة الجيدة في التدبير، بما يضمن إعادة الثقة بين الإدارة والمجتمع المحلي. فالإقليم لا يحتاج فقط إلى وعود أو لقاءات بروتوكولية، بل إلى عمل جاد يترجم إلى مشاريع ملموسة تُحسن ظروف العيش وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية.

تاونات، بإمكانياتها البشرية والطبيعية، تستحق موقعاً أفضل في خارطة التنمية الجهوية والوطنية، ولا سبيل إلى ذلك إلا عبر مراجعة دقيقة للأوراق، تنظيف محيط التدبير من الاختلالات، وتبني مقاربة شاملة تُعيد الاعتبار للإقليم وساكنته.