الدار البيضاء تستعد لإطلاق مشروع القطب الحضري “الوحدة الإفريقية”

هبة بريس

في خطوة تنموية كبرى تروم تعزيز جاذبية العاصمة الاقتصادية للمملكة، صادق مجلس جماعة الدار البيضاء على دفتر التحملات المتعلق بطلب إبداء الاهتمام لإنجاز القطب الحضري “الوحدة الإفريقية”، وهو مشروع حضري طموح يمتد على مساحة 15 هكتارًا في قلب مقاطعة ابن مسيك، بين شارع الوحدة الإفريقية وشارع عبد الله الصنهاجي.

فتح آفاق جديدة للاستثمار بالدار البيضاء

ويأتي هذا المشروع ضمن رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى إعادة هيكلة النسيج الحضري للدار البيضاء وفتح آفاق جديدة للاستثمار، بما ينسجم مع النمو الديمغرافي والاقتصادي المتسارع الذي تعرفه المدينة.

ومن المنتظر أن يُحدث القطب الحضري “الوحدة الإفريقية” دينامية اقتصادية قوية بالمنطقة، عبر إحداث أكثر من 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما سيساهم في خفض معدلات البطالة وتعزيز فرص إدماج الشباب في سوق الشغل، فضلاً عن دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة.

وسيتضمن المشروع ثماني وحدات اقتصادية متكاملة تستقطب أنشطة متنوعة في مجالات الصناعة والخدمات واللوجستيك والتكنولوجيا، إلى جانب مرافق عمومية ومساحات خضراء وبنيات تحتية عصرية تضمن التوازن بين التطور الاقتصادي وجودة الحياة.

ويأتي هذا القطب الجديد كجزء من الاستراتيجية الحضرية الشاملة التي تنتهجها جماعة الدار البيضاء، والهادفة إلى تخفيف الضغط عن مركز المدينة وخلق أقطاب متكاملة ومتوازنة بين مختلف المقاطعات.

استقطاب اليد العاملة المحلية

وسيُشكل مشروع “الوحدة الإفريقية” رافعة حقيقية للتنمية المحلية بمقاطعة ابن مسيك، التي عانت لسنوات من نقص الاستثمار وضعف المرافق الاقتصادية، حيث من المرتقب أن يحدث تحولًا بنيويًا في البنية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة، ويمنحها مكانة جديدة ضمن النسيج الحضري للدار البيضاء.

كما ينص دفتر التحملات المصادق عليه على معايير صارمة للشفافية والتنافسية في انتقاء المستثمرين، مع إعطاء الأولوية للمشاريع ذات البعد البيئي والاجتماعي، ولتلك التي تشجع تشغيل اليد العاملة المحلية وتضمن استدامة التنمية.

ويُعد القطب الحضري “الوحدة الإفريقية” حلقة جديدة في سلسلة المشاريع الكبرى التي تعرفها الدار البيضاء في السنوات الأخيرة، والتي ترسخ مكانتها كـمركز اقتصادي ومالي ريادي على الصعيد الإفريقي. ومن المنتظر أن يمتد أثر هذا المشروع إلى كافة أرجاء المدينة، بفضل ما سيتيحه من فضاءات اقتصادية مهيكلة وبنيات تحتية متطورة تواكب طموحات الحاضرة الاقتصادية للمغرب.